***شعاع أمل***
تخيل أنك فشلت في أمر ما، كنت تطمح إليه وتحلم به، تخيل أن هذا حدث فعلاً، فهل هذا مدعاة إلى أن تحطّم نفسك بكلتا يديك تُرى هل خربت الدنيا بسبب تلك الكبوة? وهل حقاً قد انتهى كل شيء? هل تعطلت قوانين الكون بسبب ذلك الفشل?
الحقيقة الناصعة تقول: ما أنت إلا واحد من أعداد كثيرة لا يحصيها إلا خالقها حاولوا الوصول إلى هدف ما، فتعثروا في الطريق، وهم يحاولون غير أن إرادتهم كانت أقوى، وتصميمهم كان رائعاً، وثقتهم بالله كانت قوية ومن ثم واصلوا الطريق حتى تيسر العسير، إنها مجرد عثرة في درب طويل ممتد، ولكل جواد كبوة ثق أنها كذلك، ولا تجعلها أكبر من ذلك، ثم عليك أن تتعلم من الحياة التي تملأ عليك حسك هل رأيت الطفل الصغير في أول عهده بالمشي كيف يخطو في صعوبة فإذا هو يقع بعنف، ثم يبكي بحرقة ولو أنه يئس من المحاولة الأولى لما قام أبداً، ولبقي عمره كله لصيق الأرض لا يفارقها ولكننا لم نر طفلاً يفعل ذلك، سنة الله في خلقه أنك أيها الإنسان العاقل ترى هذا الطفل لا يزال يحاول ويكرر المحاولة في إصرار لا يعنيه شيء وإن بكى قليلاً متألماً كلما وقع، المهم أن يحاول حتى تقوى ساقاه، ويشتد عظمه فإذا هو يمشي في ثقة،
ويركض في فرح، منطلقاً ليسابق الريح، إن حياتك كلها قائمة على هذا المبدأ فافهم وتعلّم، وسر في ثقة، ولقد امتلأ كتاب الله عز وجل بآيات كثيرة تعمق هذا المعنى في نفس المسلم الواعي الفقيه، إن هذه الدنيا تحتاج إلى من يثبت في وجه مفاجآتها وأحداثها وما أكثر مفاجآتها، وما أكثر أحداثها وأشجانها فاصبر على مضض الأيام، وعلى مواجع الدهر، ومفاجآت الزمان فالليالي تلد كل عجيبة، ومن سنة الله تعالى أنه يُعطي ويُكرم من يعمل بالأسباب ويصبر ويصابر ويجَالد، اعمل تجد، واقطع الطريق تصل.. واجتهد تنجح، ومن يزرع يحصد..
المهم ألا تنام في عرض الطريق فالقوافل المسافرة في جدّ سوف تدوسك حتماً ليس أمامك إلا أن تشمّر كلما عثرت وأن توطّن العزم على محاولة ثانية وثالثة، وعاشرة وألف وخلال ذلك اسأل واستشر، وخذ من تجارب الآخرين ما يعينك على الوصول والهج بدعاء متواصل لمن في يده جميع الأسباب، ألا يكلك إلى نفسك وحرّك قلبك باستمرار حتى يظل شعاع الأمل خفّاقاً في روحك فلا تصيبه غشاوة اليأس..
ومن أصدقمن الله قولاً حيث قال في كتابه الكريم {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}.
منقول...