أعلنت المملكة العربية السعودية امس أن هجومها على متمردين يمنيين سيستمر الى أن يتم القضاء على أي وجود لهم على أراضيها بعدما توغل مسلحون داخل المملكة وهاجموا حرس حدود سعوديين. وكان مستشار للحكومة السعودية قال الخميس ان الرياض شنت غارات جوية باتجاه الحدود بعد أن شن المتمردون الحوثيون الشيعة غارة عبر الحدود هذا الاسبوع. لكن وكالة الانباء السعودية قالت امس ان الضربات الجوية "مركزة على تواجد المتسللين في جبل دخان والاهداف الاخرى ضمن نطاق العمليات داخل الاراضي السعودية". واعلنت مصادر ان 40 مسلحا على الاقل استسلموا في منطقة جبل دخان.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله "دخول هؤلاء المسلحين الى الاراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود وقتل وجرح عدد منهم والتواجد على أرض سعودية هو انتهاك سيادي يعطي للمملكة كامل الحق باتخاذ كافة الاجراءات لانهاء هذا التواجد غير المشروع" ، مشددا "العمليات سوف تستمر لحين اكتمال تطهير كافة المواقع داخل الاراضي السعودية من أي عنصر معاد مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلا".
واعلن المسؤول ان الرياض ستتخذ تدابير لم يحددها لمنع أي توغل للمتمردين اليمنيين في المستقبل ، مضيفا أنه تم نشر وحدات من القوات المسلحة السعودية لدعم حرس الحدود.
في المقابل ، اعلن متحدث باسم المتمردين الحوثيين امس انهم أسروا عددا لم يكشف عنه من الجنود السعوديين في اعقاب اشتباكات قرب الحدود بين البلدين. وأبلغ محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين قناة الجزيرة بالهاتف "سنقوم باجراء مقابلات مع الجنود الذين تم اسرهم وسنعرض الصور في الساعات القليلة القادمة وسيعاملون بكل احترام".
واستانفت طائرات السلاح الجوي السعودي قصف مواقع المتمردين ، فيما اتهم الحوثيون السعودية بمهاجمة قرى داخل اليمن. وقالوا في بيان نشر على موقعهم على الانترنت "قصف الطيران السعودي مديرية الملاحيط والقرى الحدودية اليمنية". ورفضت وزارة الدفاع اليمنية مزاعم المتمردين بوصفها "ملفقة وزائفة ولا اساس لها من الصحة". وقالت انه لم تدخل اي طائرة سعودية المجال الجوي اليمني.
من ناحية ثانية ، قال مسؤول مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف امس ان المفوضية تأمل أن تتمكن قافلة مساعدات تحمل امدادات للايواء من الجانب السعودي من دخول شمال اليمن في الايام القادمة. ولم يتضح بعد ما اذا كان القتال سيعطل القافلة. وقالت متحدثة باسم المفوضية ان وضع النازحين اليمنيين من جراء الحرب بين القوات الحكومية والمتمردين "أصبح ينطوي على تحد متزايد".
وقالت متحدثة باسم الامم المتحدة ان ما يقدر بحوالي 150 ألف نازح تجمعوا في أربع محافظات هي صعدة وحجة والجوف وعمران. وقالت اليزابيث بيرس وهي متحدثة باسم مكتب منسق الشؤون الانسانية بالامم المتحدة ان الوضع في صعدة والمحافظات القريبة لا يزال "متوترا وغير مستقر". وقالت "وضع النازحين يشكل تحديا متناميا مع استمرار الصراع واقتراب الشتاء". وأشارت الى أن بعض النازحين لا يجد مأوى غير أفرخ من البلاستيك في مناطق في العراء في ظروف غير صحية حيث لا يوجد أي مأوى مناسب. وأضافت بيرس أن كثيرا من النازحين نساء يرعون أطفالا "روعهم" القصف الذي شهدوه.