فعلا أختي سامية الفصاحة والبلاغة بريئتان من التكلف والتعقيد ، والفصاحة أن يكون كلام الكاتب واضحا بعيدا عن التصنع وهل بين علماء العربية من هو أعلم من أبي الأسود الدؤلي ؟ ولكنك عند قراءتك لكتاباته لن تجدي إلا أسلوبا شيقا في الكتابة يجذبك إليه وتجديه دائما ينفر من التعقيد مهاجما المتقعرين : والتقعير هو التكلم بالغريب من الألفاظ والتي نفر منها اللسان العربي بالرغم من بلاغتها وقوة تعبيرها . وقد روى أبو الحسن قال: كان غلامٌ يقعِّر في كلامه، فأتى أبا الأسود الدّؤلي يلتمس بعضَ ما عنده، فقال له أبو الأسود: ما فعَل أبوك؟ قال: أخذته الحُمَّى فطبخَتْه طبخاً، وفنَخته فنْخاً، وفضَخته فضخاً، فتركته فرخاً، فنختْه: أضعفته، والفنيخ: الرخو الضعيف، وفضخته: دقّته، فقال أبو الأسود: فما فعلت امرأتُه التي كانت تُمارُّه وتشارُّه، وتجارُّه وتُزارُّه؟ قال: طلَّقَها فتزوَّجت غيرَه، فرضيَتْ وحَظِيت وبظيت، قال أبو الأسود: قد عرَفنا رضيت وحظيت، فما بظيت؟ قال: حرف من الغريب لم يبلغْك، قال أبو الأسود: يا ابن أخي إن كلُّ كلمةٍ لم يسمع بها عمُّك فوارها مثلما تواري سوءتك ..وفي رواية أخرى قال الولد متباهيا : هذه لغة قد مات أهلها فقال له أبو الأسود : بل هذه لغة لم يخلق لها أهل قط . شكرا لك سامية على الموضوع الرائع .. تقبلي ودي .