التفاؤل سُنة نبوية
هناك الكثير من الأحاديث والمواقف من السنة النبوية المباركة التي تحض على التفاؤل وتدعو إليه؛ من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال هلك الناس فإنه أهلكهم"؛ ففيه تحذير من إشاعة روح التشاؤم بين المسلمين.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "الخير باق في وفي أمتي إلى يوم الدين". فالأمل والتفاؤل ممدود في أمة الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولعل من أعظم التفاؤل أن ينتظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الجيل الثاني من أهل الكفر لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده ويوحده.
ففي أشد أوقات الرسول ابتلاءً نادى ملك الجبال النبي -صلى الله عليه وسلّم- فسلم عليه، ثم قال: "يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟"، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".
وتتمثل قمة التفاؤل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها".
ولعل من أروع أمثلة التفاؤل ما حدث من الرسول -صلى الله عليه وسلم- في وقت من أشد الأوقات ضيقا على المسلمين، وهو يحفر الخندق مع أصحابه، والمشركون قد جمعوا كيدهم للقضاء على الدعوة في مهدها؛ فكان -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه "فتحت رومية"...
يتبع ب كيف نكون عمليين؟