عبدالسلام عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: الب ارسلان سيف من سيوف الاسلام الخميس 22 أكتوبر 2009 - 23:01 | |
| تــــولى زمــــام السلطة في البلاد بعد وفاة الســــلطان طغرل بك عام 455 هـ الأســـــــد البـاسل والقـــائد الشــجاع المــــاهر الســــلطان ألــب أرســـــــلان رحمه الله .. وكانت قد حدثت بعض المنازعات حول تولي السلطة في البلاد لأن طغرل بك توفـــــى دون أن يترك ولدًا يخلفه على سدة الحكم، ، لكن ألب أرسلان استطاع أن يتغلب عليها (بمعونة وزيره النــــبيه الفــطن نظـــــام الملك، المعروف بالذكاء وقوة النفوذ، وسعة الحيلة، وتنوع الثقافة) ... . وكان ألب أرسلان رحمه الله قـــــائداً ماهراً مقداماً وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة ، قبل التطلع الى أخضاع أقاليم جديدة، وضمها الى دولته...
كــــان هذا الأســـــــد البـاسل متلهفاً للجهاد في سبيل الله ، ونشر دعوة الاسلام في داخل دولة الـــــروم النصرانية المجاورة له، وكانت روح الجهاد الاسلامي هي المحركة لتلك الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد السلاجقة زعيماً للجهاد، وحريصاً على نصرة الاسلام ونشره في تلك الديار، ورفع راية الاسلام خفاقة على مناطق كثيرة من أراضي الدولة البيــــــزنطية. كان رحمه الله قد بقي سبع سنوات يتفقد أجزاء دولته المترامية الأطراف، قبل أن يقوم باي توسـع خارجي... وعندما أطمئن على استباب الأمن، وتمكن حكم السلاجقة في جميع الأقاليم والبلدان الخاضعة له، أخذ يخطط لتحقيق أهدافه البعـــــــــيدة، وهي :- 1 - فتح البلاد النصــرانية المجاورة لدولته ونشر الأسـلام فى ربوعـــها .. 2 - إسقاط الخلافة الفاطمية (العبيدية الرافضية الخــبيثة ) في مصــــــر .. 3 - توحــيد العالم الاسلامي تحت راية الخلافة العباسية السنيّة ونفوذ السلاجقة ..
ولأجــل تحقيق أهــــدافه هذه أعد جيشاً كبيراً أتجه به نحو بلاد الأرمــــــن وجورجيا، ففـــتحها وضمها الى مملكته و عمل على نشر دعـــــوة الاسلام في تلك المناطق . وأغار ألب أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي سنة 414هـ وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلاً من الخليفة الفاطمي سنة 462هـ ... ثم أرسل قائــده التـــركى أتنـــسز بن أوق الخوارزمي في حملة الى جنوب الشام فأنتزع الرملة وبيت المقدس من يد الفاطميين الروافـــــــض ولم يستطيع الاستيلاء على عسقلان التي تعتبر بوابة الدخول الى مصر، وبذلك أضحى السلاجقة على مقربة من قـــاعدة الخليفة الفاطمى ...
وفي سنة 462هـ ورد رسول صاحب مكــــــة حرسهــــا الله تعـــالى محمد بن أبي هاشم الى السلطان الهــــــصور رحمه الله يخبره بإقامة الخطبة للخليفة العــــــباسى القائم وللسلطان ألــــــب أرســــــلان وإسقاط خطبة صاحب مصر (الفاطمى العبيدي) وترك الأذان بـ (حي على العمل) فأعطاه السطان الــــجليل ثلاثين ألف دينار وقال له : إذا فعل أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار ...
معـــــــــركة مـــــــلاذكــــــــرد :-Battle Of Manzikert : ------------------------------------------------------------ أغضــــــبت فتوحات ألب أرسلان رومانـــوس ديـــوجيــنوس امبراطور الروم، فصمم على القيام بحركة مضادة للدفاع عن امبراطوريته, ودخلت قواته في مناوشات ومعارك عديدة مع قوات السلاجقة ، وكان أهمها معركة (ملاذكرد) في عام 463هـ .. يقول الأستاذ احمد تمام (( تــــــعد معركة مــــلاذكرد من أيام المسلمين الخالدة، مثلها مثل بدر، واليرموك، والقادسية، وحطين، وعين جالوت، والزلاقة، وغيرها من المعارك الكبرى التي غيّرت وجه التاريخ، وأثّرت في مسيرته، وكان انتصار المسلمين في مـــــلاذكرد نقطة فاصلة؛ حيث قضت على سيطرة دولة الروم على أكثر مناطق آسيا الصغرى وأضعفت قوتها، ولم تعد كما كانت من قبل شوكة في حلق المسلمين، حتى سقطت في النهاية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح )) ...
وعــــن وصف هذه المـــعركة العظيمة يقول العــــلامة الحــــافظ الجــــليل ابـن كثـــــير رحمه الله (( وفيها أقبل ملك الروم ارمـــانوس في جحافل أمثال الجبــــال من الروم والرخ والفرنج، وعدد عظيم وعُدد ، ومعه خمسة وثلاثون ألفاً من البطارقة، و مـــــائتــــا ألـــــف فارس، ومعه من الفرنج خمســـــة وثلاثون ألفاً، ومن الغــزاة الذين يسكنون القسطنطينية خمسة عشر ألفاً ، ومعه مـــــائة ألـــــــف نقّاب وخفار ( الذين يحفرون الأرض ) ، وألف روزجاري، ومعه أربعــــــــمائة عجــلة تحمل النعال والمسامير، وألــــــــفا عجلة تحمل السلاح والسروج والغرادات والمناجيق، منها منجـــــنيق عــدة ألف ومائتا رجل، ومن عزمه قبحه الله أن يبيد الاسلام وأهله، وقد أقطع بطارقته البلاد حتى بغداد، واستوصى نائبها بالخليفة خيراً، فقال له : ارفق بذلك الشيخ فانه صاحبنا، ثم إذا استوثقت ممالك العراق وخراسان لهم مالوا على الشام وأهله ميلة واحدة، فاستعادوه من أيدي المسلمين ، والقدر يقول : {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}...
عملات نقدية عليها صورة الأمبراطور رومانوس مع تمثال له مع زوجته
فالتقاه السلطان ألب أرسلان في جيشه وهم قريب من اربـــــعين ألفاً، بمكان يقال له الزهوة، في يوم الأربعاء لخمس بقين من ذي القعدة (آخر ذي القعدة 463 هـالموافق 1071م) وخاف السلطان من كثرة جند الروم، فأشار عليه الفـــــــقيه ابونصر محمد بن عبدالملك البخـــاري بأن يكون وقت الوقعة يوم الجمعة بعد الزوال حين يكون الخطباء يدعون للمجاهدين ، فلما كان ذلك الوقت وتواقف الفريقان وتواجه الفئتان ، نزل الســــــلطان عن فــــرسه وسجـــــــد لله عزوجل ، ومــــــرغ وجهــه في التراب ودعا الله واستنصـــــــــــــــره ... فأنزل نصره على المسلمين ومنحهم اكتافهم فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وأسر ملكهم ارمانوس، أسره غلام رومي، فلما أوقف بين يدي الملك ألب أرسلان ضربه بيده ثلاثة مقارع وقال : لو كُنت أنا الأسير بين يديك ماكنت تفعل؟ قال : كل قبيح، قال فما ظنك بي؟ فقال: إما أن تقتل وتشهرني في بلادك، وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني... قال : ماعزمت على غير العفو والفداء. فأفتدى منه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار. فقام بين يدي الملك وسقاه شربة من ماء وقبل الأرض بين يديه، وقبل الأرض الى جهة الخليفة إجلالاً وإكراماً، وأطلق له الملك عشرة ألف دينار ليتجهز بها، وأطلق معه جماعة من البطارقة وشيعه فرسخاً، وأرسل معه جيشاً يحفظونه الى بلاده، ومعهم راية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمـــد رسول الله...
كان نصر ألب أرسلان بجيشه الذي لم يتجاوز أربــــــعين ألف محارب على جيش الامبراطور دومانوس الذي بلغ ثــــــلاثمــائة ألف حدثاً كبيراً عــــــظيما ، ونقطة تحــــــول مــــركزية في التاريخ الاسلامي لأنها سهلت على المســـلمين اضعاف نفوذ الروم في معظم أقاليم آسيا الصغرى، وهي المناطق المهمة التي كانت من ركائز وأعمدة الامبراطورية البيزنطية , وبالتـالى ساعد تدريجياً على القضاء على الدولة البيزنطية على يد العثمــــــــــانيين...
لقد كان الســـــلطان العــظيم ألب أرسلان رجلاً صالحاً أخذ بأسباب النصر المعنوية والمادية، فكان يقرب العلماء ويأخذ بنصحهم ومـــــنها نصيحة العالم الرباني التــــقى الورع أبي نصر محمد بن عبدالملك البخاري في معركة ملاذكرد عندما قال للسلطان ألب أرسلان إنك تقاتل عن دين وعدالله بنصره واظهاره على سائر الاديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين) . رحمه الله تعالى .. فلــــــما كان تلك الساعة صلى بهم، وبكــــى السلطان التــــقى الــــــورع ، فبكى الناس لبكائه، ودعــــا فأمنوا فقال لهم من أراد الإنصراف فلينصرف، فما ههُنا سلطان يــــــأمر ولا ينــهى... وألقى القوس والســـــهم ، واخذ السيف , وعقد ذيــــل فرسه بيده وفعل عسكره مثله ولبس البياض وتحنـــــط وقال رحمه الله : إن قتلت فهذا كفـــــني الله أكبر على مثل هؤلاء ينزل نصر الله...
وعن أخـــــلاق هذا الســــلطان العــــظيم يقـول العــــلامة الكــــبير الحــــافظ ابن الأثــــــير فى كتابه الكامل فى التاريخ (( كان رحيــــم القلب، رفيــــــقاً بالفقراء وكثير الدعاء بدوام ما أنعم الله عليه، اجتاز يوماً بمـــــرو على فقراء الخرائسين ، فبـــــــكى، وسأل الله تعالى أن يغنيه من فضله وكان يكثر الصدقة ، فيتصدق في رمضان بخمسة عشر الف دينار !!، وكان في ديوانه رحمه الله اسمـــاء خلق كثير من الفــــــقراء في جميع ممالكه، عليهم الإدرارات والصلات، ولم يكن في جميع بلاده جناية ولا مصادرة،قد قنع من الرعايا بالخراج الأصلي يؤخذ منهم كل سنة دفعتين رفقاً بهم , وكان كثيراً مايُقرأ عليه تواريخ الملوك وآدابهم، وأحكام الشريعة، ولمّا اشتـــــهر بين الملوك حُســـــــن سيـــرته، ومحافظته على عهوده، أذعنـــــــوا له بالطاعة والموافقة بعد الامتناع، وحضـــــروا عنده من أقاصي ماوراء النهر الى أقاصي الشام)) ...
وفى ســــنة 465 هـ كانت وفـــــاة الأســـد الباسل الذى قتل على يد أحد الثــائرين الخبثـــاء واسمه يوسف الخوارزمي , يقول الحافظ ابن كــــــثير فى البداية والنهاية (( كان السلطان قد سار في أول هذه السنة ( سنة 465 هـ ) يريد أن يغــــــزو بلاد ما وراء النهر، فاتفق في بعض المنازل أنه غضب على رجــــل يقال له: يوسف الخوارزمي، فأوقف بين يديه فشرع يعاتبه في أشياء صدرت منه، ثم أمر أن يضرب له أربعة أوتاد ويصلب بينها. فقال الخبيــــث للسلطان: يا ****، ومثلي يقتل هكذا؟ فاحتـــد السلطان من ذلك وأمر بإرساله، وأخذ القوس فرماه بسهم فأخطأه، وأقبل يوسف نحو السلطان فنهض السلطان عن السرير ، فنزل عــــنه فعـــــثر فوقع فأدركه يوسف فضــــــربه بخنجر كان معه في خاصرته فقتله، وأدرك الجيش يوسف فقتلوه، وقد جرح السلطان جرحاً منكراً فتوفي في يوم السبت عاشــر ربيع الأول من هذه السنة , وكان شديد الحرص على حفـــــــظ مال الرعــايا، بلغه أن غلاماً من غلمانه، أخذ إزاراً لبعض أصحابه فصلبه فارتدع سائر المماليك به خوفاً من سطوته، وترك من الأولاد ملكـــــشاه وإيـــــاز ونكــــــشر وبـــوري برس وأرســـــلان وأرغــــو وسارة وعائشة وبنتاً أخرى، توفي في هذه السنة عن إحدى وأربعين سنة، ودفن عند والده بالري، رحمه الله )) ...وخلـــفه أبنه ملــــكشاه ..
وعنــــد الحديث عن السلطان ألب أرسلان فأنه من المنطقى أن نتحدث عن وزيره النبيه الفــــطن نــــظام الملك رحمه الله تعالى قال الحافظ العـــظيم نادرة الزمـــــان الأمام الـــذهبي : (الوزير الكبير، نظام الملك، قوام الدين ، أبو علي الحسن بن علي ابن إسحاق الطوسي، عاقل، سائس، خبير ، سعيد، متدين، محتشم، عامر المجلس بالقرّاء والفقهاء ). ويقول المؤرخون عن سيرته العطـــرة رحمه لله (( أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد وأخرى بنيسابور ، وأخرى بطوس، ورغب في العلم، وأدرّ على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبعد صيته. تنقلت به الأحوال الى أن وزر للسلطان ألب أرسلان، ثم لابنه ملكشاه، فدبر ممالكه على أتم ماينبغي، وخفف المظالم، ورفق بالرعايا، وبني الوقوف، وهاجرت الكبار الى جانبه...
واشار على ملكـــــشاه بتعـــيين القواد والأمراء الذين فيهم خلق ودين وشجاعة وظهرت آثار تلك السياسة فيما بعد ومن هؤلاء القواد الذين وقع عليهم الاختـــــيار القــــــــائد العـــظيم البـــــطل (آق سنــــقر) جــــد السلطان التقى الورع الــشجاع نورالدين محمود زنـــــكى أحد أعظــم حـــــكام المــسلمين على مـــــر العــــــصور رحمه الله رحمـة واسعة ، وقد ولي اق ســــنقر على حلب وديار بكر والجزيرة والذى قام ولـــده الغــــضـــنفر عمادالدين زنكي رحمه الله ببداية الجهاد ضد الصليبيين، ثم قام من بعده ابــــــنه نــــــادرة الــزمان السلطان نور الدين محمود زنكى ، هذه الأسرة هي التي وضعت الأساس لانتصارات صلاح الدين والظاهر بيبرس وقلاوون ضد الصليبيين، وافتتحت عهد التوحيد والوحدة في العالم الاسلامي...
ولما تولى ملكــــــشاه أمور الدولة بعد أبـــــيه الســــلطان ألب أرســـــلان انفلت أمر العسكر وبسطوا أيديهم في أموال النَّاس، وقالوا مايمنع السلطان أن يعيطنا الأموال إلا نظام الملك، وتعرض الناس لاذى شديد، فذكر ذلك الوزيــــر نظام الملك للسلطان، فبين له ما في هذا الفعل من الضعف، وسقوط الهيبة، والوهن ، ودمار البلاد، وذهاب السياسة ، فقال له: أفعل في هذا ماتراه مصلحة! فقال له نظام الملك : مايمكنني أن افعل إلا بأمرك .. فقال السلطان: قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها إليك، فأنت الـــــــــوالد؛ وحلف له، وأقطعه إقطاعاً زائداً على ماكان ، وخلع عليه ، ولقــــبه ألقاباً من جملتها : أتـــــابك، ومعناه الأمير الوالد، فظهرت من كفايته، وشجاعته، وحسن سيرته ما أثلج صدور الناس، فمن ذلك أن امرأة ضعيفة استغاثت به، فوقف يكلمها وتكلمه، فدفعها أحــــد حـــــراسه ، فأنكر الوزيــر ذلك عليه وقال : إنما استخدمتك لأمثال هذه، فإن الأمراء والاعيان لاحاجة لهم إليك، ثم صرفه عن حجابته ...
كان رحمه الله يحـــب العـــــــلم وخصوصاً الحديث، شغوفاً به وكان يقول : إني أعلم بأني لست أهلاً للرواية ولكني أحب أن أربط في قطار نقلة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسمع من المـــــحدثين ... وكان حريصاً على أن تؤدي المدارس النـــــــظامية التي بنــــاها رسالتها المنوطة بها على أكمـــل وجه , و كان مجلسه عامراً بالفقهاء والعلماء، حيث يقضي معهم جُلّ نهاره، فقيل له: (إن هؤلاء شغلوك عن كثير من المصالح، فقال: هؤلاء جمال الدنيا والآخرة، ولو أجلستهم على رأسي لما استكثرت ذلك، وكان إذا دخل عليه أبو القاسم القشيري وأبوالمعالي الجويني قام لهم وأجلسهما معه في المقعد، فإن دخل أبو علي الفارندي قام وأجلسه مكانه، وجلس بين يديه، فعوتب في ذلك فقال : إنهما إذا دخلا عليّ قال: أنت وأنت، يطروني ويعظموني، ويقولوا فيّ مالا فيّ، فأزداد بهما ماهو مركوز في نفس البشر، وإذا دخل عليّ أبوعلي الفارندي ذكرني عيوبي وظلمي ، فأنكسر فأرجع عن كثير مما أنا فيه...) رحمه الله رحمة واســـــعة ..
كان من حفظة القرآن ، ختمه وله إحدى عشرة، واشتغل بمذهب الشافعي، وكان لايجلس إلا على وضوء، وما توضأ إلا تنفَّل، واذا سمع المؤذن أمسك عن كل ماهو فيه وتجنبه، فإذا فرغ لايبدأ بشيء قبل الصلاة .. وكان يتمنى أن يكون له مسجد يعبد الله فيه، ومكفول الرزق قال في هذا المعنى : كنت أتمنىأن يكون لي قرية خالصة، ومسجد أتفرد فيه لعبادة ربي، ثم تمنيت بعد ذلك أن يكون لي رغيف كل يوم، ومسجد أعبد الله فيه... ومن تواضع الوزيــــر العــــظيم نظـــتام المــــــللك انه كان ليلة يأكل الطعام، وبجانبه أخوه أبو القاسم، وبالجانب الآخر عميد خُراسان، والى جانب العميد إنسان فقير، مقطوع اليد، فنظر نظام الملك فرأى العميد يتجنب الأكل مع المقطوع، فأمره بالانتقال الى الجانب الآخر، وقرّب المقطوع إليه فأكل معه. وكانت عادته أن يحضر الفقراء طعامه ويقربهم إليه، ويدنيهم...
وفــــــاته :- يقول القاضي الجلـيل تاج الدين عبد الوهاب بن السبكي فى كتابه طبقات الشافعية الكــــبرى :- (( في عام 485هـ في العاشر من شهر رمضان وحان وقت الإفطار، صلىّ نظام الملك المغرب، وجلس على الِّسماط، وعنده خلق كثير من الفقهاء، والقرّاء، وأصحاب الحوائج، فجعل يذكر شرف المكان الذي نزلوه من أراضي نهاوند، وأخبار الوقعة التي كانت بين الفرس والمسلمين، في زمان أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، ومن استشهد هناك من الاعيان ، ويقول : طوبى لمن لحق بهم. فلما فرغ من إفطاره ، خرج من مكانه قاصداً مَضْرِب حَرَمه فبدر إليه حدث ديلميّ ( أى شاب من الأسماعيلية الباطنية أحدى فرق الخوارج الملاعـــين ) ، كأنه مستغيث، فعـــــلق به ، وضـــــربه، وحمل الى مضرب الحرم. فيقال : إنه أول مقتول قتلته الاسماعيلية (الباطنية)، فأنبث الخبر في الجيش، وصاحت الأصوات، وجاء السلطان ملكشاه حين بلغه الخبر، مظهراً الحزن، والنحيب والبكاء وجلس عنــــد نظام الملك ساعة، وهو يجُود بنفسه، حتى مات، فعاش سعيداً ، ومات شهـــــيداً فـــقيداً حميداً رحمه الله رحمة واســعة . وكان قاتله قد تعثر بأطناب الخيمة، فلحقه مماليك نظام الملك وقتلوه. وقال بعض خدامه: كان آخر كلام نظــــــام الملك أن قال : لاتقتلوا قاتلي، فإني قد عفوت عنه وتشــــــــهد ومـــات.)) .. رحم الله السلطان الب ارسلان ووزيره نظام الملك *منقول* وجزاكم الله كل خير | |
|
لطفي إدارة المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 835 تاريخ التسجيل : 01/10/2009
| موضوع: رد: الب ارسلان سيف من سيوف الاسلام السبت 24 أكتوبر 2009 - 13:39 | |
| بارك الله فيك كم جهلنا رجالا كانو في صفحات التاريخ ابطال وعرفنا سفهاء سيرمون يوما في مزابله | |
|