[b]فضل ليلة النِّصف من شعبان
الجمعة 06 جوان 2014 الجزائر: عبد الحكيم ڤماز
kaheel7.com
جعل اللّه سبحانه وتعالى لليلة النِّصف من شعبان مزية خاصة، من حيث إنّه جلّ في عُلاه يَطّلِع فيها إلى جميع خلقه فيَغفر لهم إلّا مشرك حتّى يدع شِركه ويوحِّد ربّ السّماوات والأرض، والمُشاحن حتّى يَدع شحنائه ويصطلح مع مَن خاصمه.
رُويَ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: “إذا كانت ليلةُ النِّصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها” رواه ابن ماجه. وعن أبي ثعلبة رضي اللّه عنه قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ اللّه يطّلع على عباده في ليلة النّصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويَدع أهل الحقد بحِقدهم حتّى يدعوه” رواه أحمد وابن حبان وابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي، وفي رواية عن أبي موسى: “إنّ اللّه تعالى ليطّلع في ليلة النّصف من شعبان فيَغفر لجميع خلقه إلّا لمشرك، أو مشاحن”، والمشاحن: أي مُخاصم لمسلم أو مهاجر له.
فليلة النّصف من شعبان هي ليلة مباركة مشرّفة، وإحياؤها وقيامها بأنواع العبادات كالصّلاة والذِّكر وتلاوة القرآن شيء مستحسن فيه ثواب عظيم، وقد روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “إذا كانت ليلة النّصف من شعبان فقوموا ليلَها وصوموا نهارها” رواه ابن ماجه.
وأفضل ما يَعمل المرء تلك اللّيلة أن يتّقي اللّه تعالى فيها كما في غيرها من اللّيالي ليَحظى برضا اللّه تعالى، لأنّ تقوى اللّه خير ما يؤتاه الإنسان في هذه الدّنيا الفانية الزّائلة. يقول اللّه تعالى: {يَا أيُّها الّذين آمنوا اتّقُوا اللّه حقَّ تُقاته ولا تَمُوتنَّ إلّا وأنتُم مسلمون}. وتقوى اللّه هي أداء الواجبات واجتناب المحرّمات.
ينبغي للمسلم في ليلة النّصف من شعبان أن يُسارع للخيرات كما ينبغي له في سائر الأوقات وسائر اللّيالي، وأن يتذكّر أنّ الموت آتٍ قريب لا محالة وأنّ النّاس سيُبعثون ثمّ يُحشرون ويُحاسبون يوم القيامة، فيفوز مَن آمَن باللّه ورسله واتّقى، ويَخسر مَن كفر باللّه وظلم وعصى.
وينبغي أن يتنبّه أنّ ليلة النّصف من شعبان ليست اللّيلة الّتي يقول اللّه تعالى فيها: {فِيهَا يُفْرَق كلّ أمرٍ حكيم}، كما يُشاع عند بعض النّاس، فلا ينبغي للشّخص أن يعتقد أنّ ليلة النّصف من شعبان هي اللّيلة الّتي نزل فيها القرآن إلى بيت العِزّة في السّماء الأولى، بل هي ليلة القدر بدليل قوله تعالى: {إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
وممّا ينبغي التنبّه له أيضًا أنّ صلاة مائة ركعة أو خمسين أو اثنتي عشرة ركعة بصفة خاصة في هذه اللّيلة المباركة لا أصل له في الشّرع، ولم يثبت عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وإنّما للمسلم الّذي يُريد الخير والثّواب أن يُصلّي في تلك اللّيلة ما قُدّر له من الرّكعات النّوافل من غير تقييد بعددٍ معيّن أو هيئة وصفة خاصة بتلك اللّيلة.
فهذه فرصة لكلّ مسلم يُريد رِضَى اللّه سبحانه وتعالى، ويُريد دخول الجنّة أن يُصلِح ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد، سواء كان من أهله، أو صديقه، أو أيّ شخص آخر، وكذلك عليه أن يَدَع ويتوب من المعاصي والذّنوب من ربا، أو غيبة، أو نميمة، أو سماع للموسيقى والغناء، وغيرها من المعاصي.
وأخيرًا، ينبغي على الإنسان أن يُسارع إلى الخيرات بجِدّ ونشاط ويستقبل اللّيالي المباركة ومنها ليلة النّصف من شعبان بتوبة صادقة ليفوز يوم القيامة. [/b]