يقع مقر البلدية على ضفاف الوادي الطويل، وعلى الطريق الوطني رقم 23، استمدت اسمها من اسم الولي الصالح سيدي ساعد النعار دفين ناحية عين الذهب والذي يروي أنه توضأ ببركة ماء موجودة في الوادي، أما مساحة تراب البلدية فيقدر بـ 780 كلم2، حدودها الإدارية شمالا عين الذهب جنوبا بلدية أفلو شرقا بلدية البيضاء غربا بلدية عين سيدي علي و بريدة، هي بلدية منذ سنة 1953م
يخترق تراب البلدية واد سبقاق المعروف بالوادي الطويل وهو أحد روافد وادي شلف طوله 270كم .
يبلغ تعداد السكان حوالي 8000 نسمة وقد اختطت على الطريق المؤدي لعين سيدي علي قرية فلاحية هي قرية الواد الطويل على غرار القرى الأخرى المنجزة بمقتضى مخطط الثورة الزراعية .
طبيعة التربة بهذه المنطقة رمل وطينية وهي منتجة لو استغلت أحسن استغلال، تقدر الساحة المسقية بـ200 هكتار، ونلاحظ بالقرية وجود مشتلة للشجيرات الصنوبر الحلبي وعدة مساحات شجرت في السنوات الأخيرة شمال القرية توجد ورشة لتكييف الحلفاء، والحلفاء هنا نامية بشكل جيد وهي مورد رزق كثير من العائلات الفقيرة يهتم السكان بتربية الأغنام قد بلغ عدد رؤوس الأغنام حوالي 45ألف رأس، وهنا يجد الضأن أحسن مرتع له في هذه البيئة السهبية وحسب الإحصائيات بلغ عدد رؤوس الأبقار 575 رأس أما عدد الخيول فيصل إلى 490 حصان، حسب المعطيات التاريخية فإن عدد رؤوس الأغنام سنة 1954م 20507 رأس أما عدد رؤوس الجمال 60رأس وعدد الأحصنة 144، ومن جهة أخرى وفي نفس السنة كان تعداد السكان يقارب 3156 نسمة أما عدد الخيم فكانت تقدر 431 خيمة .
طبيعة التربة كما أسلفنا رملية طينية ونلاحظ على الهضاب المسطحة أثار للجير قد تكون فيها حفريات من العصور الجيولوجية .
تظهر هذه المناطق الواسعة بشكل منخفضات يسميها السكان ضاية، والضاية هي أشبه بالحوض الواسع المسطح لاستقبال المياه المتدفقة من السيول أثناء الأمطار، الضايات استغلت كحقول جيدة لإنتاج الحبوب كالقمح والشعير .
يظهر شمالا جبل لحسن (1283م) وجبل لعلق كتلتين منعزلتين بشكل أفقي، الهضاب والجبال هنا معرضة للهدم بفعل السيول والرياح العاتية ويساعد في ذلك طبيعة وبنية التربة الهشة، تطغى على المساحات نباتات مقاومة كالحلفاء .
تساقط الأمطار دائما متذبذب، والأمطار تكون أكثر تساقطاً عندما نتوجه من السهوب نحو الجبل، ومتوسط الأمطار السنوي ما بين 250مم إلى 400مم، الشتاء أكثر برودة وأطول، الرياح السائدة باردة وهي شمالية غربية تساقط الثلوج قد يكون مفاجئا، ففي سنة 1785م في السابع عشر مارس كان محمد الكبير باي معسكر عائدا من رحلة استكشافية لجبل العمور وخبايا منعرجاته وعند محطة عين وزاجة (1327)م، كتب مؤرخ البعثة (الثلج فاجأنا في الطريق وقطع الطريق على الأحصنة والجمال التي وجدت صعوبة في السير في هذه السلاسل وفي اليوم اللاحق تضاعف سقوط الثلج وأشتد البرد....).
الضايات التي تشتل على بعض الأشجار البطم والأدغال يطلق عليها السكان اسم القرارة، ذكرنا أن السكان في أغلبيتهم يمارسون تربية المواشي وهم أكثر استقرارا من القبائل الجبلية الأخرى التي تغادر الجبل إلى صحراء أكثر دفئا جنوب الجبل هنا، تجد الحيوانات مرتعا جيدا داخل هذه الأدغال ناهيك نبات الحلفاء هذه النبتة الحيوية أضف إلى ذلك شجيرات تنتج الطاقة اللازمة لهذه الثروة الحيوانية، ولنبات الحلفاء مآرب أخرى كبناء الحظائر التي تلجأ إليها الحيوانات في الشتاء، ويفتل منها السكان الحبائل وتصنع منها أطباق وأدوات أخرى.
عدد مدارس القران 08مدارس وعدد الساجد 03وهي تتوزع على قلتة سيدي سعد وحسيان الذيب والوادي الطويل، وعدد المدارس النظامية فهي 06 مدارس تتوزع على حسيان الذيب وضاية مناد والتربي ولحس العود .
بلدية القلتة كغيرها من البلديات الأخرى نبغ بها عدة شعراء نذكر منهم الشيخ بن دومة التركي والشيخ بن الزين بن دعاس .
الآثار التاريخية
الآثار التاريخية الموجودة بتراب هذه البلدة فهي لقبائل بني راشد وسنجاس من البربر أو العرب المسلمين فهذه آثار قصورهم وهذه شواهد قبورهم .
منطقة تمدة تشتمل على بنايات يرجع عهدها إلى مولاي إسماعيل، وهو إسماعيل بن محمد الشريف ابن علي الشريف العلوي (1645م)، المظفر بالله أمير المؤمنين من كبار ملوك الإسلام دامت له الخلافة والسلطان 57 سنة، دوخ بلاد المغرب كلها سهلها ووعرها حتى بلغ تخوم السودان، اشتهر بولوعه ببناء القصور والقلاع وبلغ ما بناه 76 قلعة، ولعل هذه التي ذكرناها إحدى هذه القلاع مات بمكناس وأعقب نسلا وافرا .
قصر تمدة سطحه رملي وأثار أسواره من الحجارة الرملية، رسومات الأبواب تبدو قائمة الآبار التي كانت تزود السكان هذا القصر بالماء لازالت، أثار بالقرب من قبور حديثة العهد تمدة كانت مأهولة بالسكان وغودرت بعد سنة 1785م أثناء حملة محمد الكبير باي معسكر لجبل العمور حيث في هذه المرحلة تخوف العثمانيون من الطرقية خامة وأن عين ماضيمعقلالطريقة التجانية، وفي محاولة منهم لإخضاع المنطقة إلى اقليه وهران، توجه محمد الكبير إلى عين ماضي وقاد حربا ضد أتباع التجاني، كما شملت حملته عدة مدن وقرى صحراوية كتاويالة، وعاد من هناك منتصرا وقد عسكر هذا الباى بجوار سبقاق وفي نفس العصر غادر عين وزاجه على بعد 68كلم من الجنوب الغربي لتمده .
- المانطة هي الأخرى قصر أثري يقع شمالا بالحدود الإدارية لعين الذهب ويمكن أن يكون استمد اسمه من قبيلة لمطة من شعوب البرانى البربرية .
قصر الدبابيه أثار قصر قديم يقع في الجنوب يتشكل من محيط 56م على 50م .
ونسجل أثار قصر قديم بخنق سيدي إبراهيم بالحدود الإدارية لبريدة .
الأحداث التاريخية
بتراب البلدية وعلى غرار بقية البلديات التي شملها الاستعمار الفرنسي فسكان البلدية كانوا على احتلاك بزمالة الأمير عبد القادر بطاقين هذه الزمالة التي كانت مقصد لكثير من القبائل الصحراوية .
نلاحظ مركز استعماري بالقلتة واخر بحسيان الذيب أما الأحداث الثورية فنسجل معركة لحس العود جرت أحداثا سنة 1959م أدت إلى إصابة احد عساكر العدو، ومعركة ضاية عائشة خلال منة 1960م و استشهد فيها أحد المجاهدين وأحداث القلتة يوم 08جانفي ا96ام استشهد خلالها 11شهيدا .
ومعركة جبل الناظور جرت أحداثها يوم 03أفريل1957م.
مقتطفات من سبل العبور بجبل العمور
ـ الأستاذ ناصر مجاهد