تصنف مدينة بوسعادة على أنها مدينة سياحية ذات تراث عريق، تقع في الجنوب
الشرقي للبلاد على بعد 248 كلم من العاصمة الجزائر و إلى الجنوب من عاصمة
الشرق قسنطينة على بعد 320 كلم ، وهي دائرة تابعة لولاية المسيلة التي تبعد
عنها بـ 65 كلم
يحدها من كل الجهات : من الشمال بــلدية أولاد سيدي
ابراهيم ، و من الشمال الغربي بــلدية الحوامد ، غــربا بلدية تامسة و
جنوبا برج ولتام ، و تلتقي عندها طرق وطنية هامة اتجاهاتها : شمال جنوب ،
شرق غرب ، الشمال و الجنوب الغربي و بذلك تشكل نقطة عبور متقاطعة لطرق نحو
الصحراء
تتوفر الدائــرة على عمق ترابي يمتد على مساحة تقدر بــ 255
كم مربع تتوزع عليها مجموعة سكنية تصل إلى 110785 نسمة لكثافة تقــدر بـ
492 نسـمة / كم
و تشرف دائرة بو سعادة على تسيير 7 بــلديات و تمثل
حاليا المركز الثــقافي و الإداري ، الإقتصادي الدائــرة ، و المدينة تقع
بإقليم جاف و محاصرة بحواجز طبيعية و ذات طابع سياحي و تضم عمرانا أصيلاً ،
و تتحمل ضغاً سكانيا كبيرا من المناطق المجاورة نتيجة لوجود تفاوت كبير في
توزيع المشاريع الإنمائــية
فلم تحظ المدينة باهتمامات الهيئات العليا للتخطيط مما جعل إمكانياتها الاقتصادية محدودة
-
سعادة - ، - أبوسعادة - ثم - بوسـعادة - هكذا تطور اسم هذه المدينة فمنهم
من قال بأن اسم المدينة جاء لغبطة مؤسسها بهذا الموقع المختار ، احتلت
بوسعادة موقعا هاما في المنطقة و يثبت قدم وجودها و مدى أهميتها في
الحضارات المتعاقبة عن هذه البلاد حيث تشير بعض المراجع أن إعمارها يعود
إلى عصور المماليك النوميدية أي قبل 8 ــ 10 آلاف سنة
و قبل
الاحتلال الروماني للمنطقة كانت المدينة آهلة بالجيتول و هم البرابرة الرحل
الذين كانوا في تنقل مستمر في الهضاب العليا بحثا عن المراعي ، وبعدها
أصبحت بوسعادة مستعمرة رومانية و كانت فيالق الجيوش الرومانية تمر
بالمديـنة ، و على مقربة من بوسعادة شيدت قلعة رومانية و انمحت معالم هذا
البناء و حلت محله قلعة - كافينياك - الفرنسية التي استعادت آثار البناء
الروماني
إذ أجمع العديد من المؤرخين أن البناء المسمى في عهد
الاحتلال - بليار العيد بان - قد أقيم ليضمن أمن قــوات الإمبراطورية
المتجهة نحو المنطقة الجنوبية أو العائدة منها ، و بمجيء الإسلام في القرن
السابع بصم نهائيا موقع الناحية الواحتية فيما بعد فالإباضية مرت بالمنطقة
دون أن تستقر فيها ، إلى أن وادي بوسعادة في القرن العاشر صار يشكل نقطة
التقاء القوافل التجارية و بمجيء الهلاليين الذين أثروا كثيرا في المنطقة
ثم قبائل الرحل القادمين من مصر فنظراً لطبيعتها الخلابة و طابعها السياحي
كانت بوسعادة على مر العصور الواحية السياحية التي تجلب السياح إليها ومن
مختلف الأجـناس