قصة موسى والسحرة

قصة موسى والسحرة

أما ما جاء في قصة موسى عليه السلام والسحرة فإني أعجب من طرق بعض أهل التفسير في فهم النص القرآني .. ومثال على ذلك قولهم عن موسى أنه سُحِرَ هو الآخر، استناداً إلى قوله تعالى: ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى(67) طه.
وقبل الشروع في بيان هذا الأمر. نود إثبات أمر هو غاية في الأهمية..
فكما هو معلوم أن الله تعالى قد أرسل رسله عليهم السلام إلى قومهم داعماً لهم بمعجزة أو أكثر ، متحدين بها الناس أن يأتوا بمثلها .. فموسى صلى الله عليه وسلم كان السحر قد بلغ في عهده مبلغاً بعيداً ، وصار علماً يدرس،.. بل هو عصر السحر والسحرة ومصداق ذلك قوله تعالى (وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ(116)سورة الأعراف
ومادام الله عز وجل شهد بعظمة سحرهم ، فبإمكاننا القول أن سحرة فرعون هم أشد السحرة وأعظمهم مقدرة على مر التاريخ، لأن الله شهد لهم بذلك ، كما شهد لنبينا صلى الله عليه وسلم بعظمة الخُلُق(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم(4)القلم.وكل ما شهد له رب العزة في قرآنه سلباً أو إيجاباً فسيضل كذلك إلى يوم القيامة..
أما عيسى عليه السلام فقد كان الطب في عهده قد بلغ الذروة .. ولسنا نقصد بالطب هنا الطب الذي يدرس في الجامعات والمعاهد.. بل نقصد به طب الأعشاب أو الطب البديل، وما جاء بعد تلك الحقبة من التاريخ في فن الطب إلا هو عيال عليها ، كالذي جاء به داوود الأنطاكي في تذكرته وغيرها من المصنفات..وبينما القوم يتيهون على الناس بعلمهم وظنوا أنهم وصلوا إلى حد الكمال ، إذ بعث الله عيسى بما لا قبل لهم به ، من إحياء للموتى وشفاء الأكمه والأبرص ، وبعلم ما يدخرون في بيوتهم وما يأكلون..
والأمر كذلك مع نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.. كانت العرب وقريش على رأسها، قد وصلت حد الكمال في فن البلاغة ونظم الكلمة وتحري الألفاظ الجزلة .. حتى أنهم كانوا يسمون من لا يتكلم العربية بالأعجم، لما رأوه في اللغات الأخرى من ركاكة المعنى وسماجة النطق ..
وعودٌ على قصة موسى .. فلما جاء السحرة متحدين بأقوى أنواع سحرهم يبغون تعجيزه أمام الناس الذين حفُّوا بهذا المنظر المهيب .. فما كان منهم سوى أن ألقوا بعض الحبال وقد صنعوها على هيئة ثعابين ، وكانوا قد أنقعوها من قبل في مادة الزئبق .. فلما ألقيت راحت تنثني وتتلوى بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها ، فخيل للناس بما فيهم نبي الله موسى ومن معه أنها ثعابين تسعى.. وقد أتقن السحرة عملهم بشكل ممتاز ورائع بالفعل
(وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ(116) وخاف موسى، ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى(67) أي أنه خاف من أن يغرر بالناس ويصدقوا أن هذا الأمر حقيقي ، وليس كما قال البعض أنه خاف من سحر السحرة.. وكيف يخاف من تمرس على رؤية ثعبان عظيم مخيف يمسكه بيده، من رؤية بضع ثعابين صغيرة لا تكاد تكون شيئاً إذا قورنت بما لديه.. فناداه ربه (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّك أَنتَ الْأَعْلَى {68} وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى {69} طه. فلما ألقى موسى عصاه ورأى الكل كيف تحولت العصا من خشبة تافهة ، إلى ثعبان مبين تلقف ما يأفكون ، صدق الناس والسحرة أولهم أن هذه معجزة ، وليست ألعاب حواة كما صنعوا هم.. فما كان لثعابينهم أن تلقف خنفساء على الأرض.. فهي مجرد حبال .. وقد صرح القرآن أنهم يكذبون على الناس ، وأنها لم تتغير-أي الحبال من مادتها إلى ثعابين بفعل السحر.. فقال (تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) أي ما يكذبون به على الناس.. فهو كذب لا حقيقة له..
ولهذا كان أول الناس إيماناً بموسى بعد هذه الحادثة مباشرة هم السحرة أنفسهم (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى(70) طه فهم أعلم الناس بحقيقة تلك الثعابين المزيفة ، وهم أيضاً أعلم الناس بأنه لا حقيقة للسحر وأن أعظم الناس سحراً ، هو أعظمهم في الكذب والتدجيل على الناس.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

السلام عليكم و رحمه الله تعالى و بركاته

قال القرطبي : قيل: السحر أصله التمويه بالحيل والتخاييل ، وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني ، فيُخيّل للمسحور أنها بخلاف ما هي به كالذي يرى السراب من بعيد فيُخيّل إليه أنه ماء، وكراكب السفينة السائرة سيراً حثيثاً يُخيّل إليه أن ما يرى من الأشجار والجبال سائرة معه.
وقيل: هو مشتقّ من سَحرتُ الصبيّ إذا خدعته ، وقيل: أصله الصّرف ، يقال: ما سَحَرك عن كذا، أي ما صرفك عنه . وقيل: أصله الاستمالة، وكلّ مَن استمالك فقد سحرك.

شكرا لك ابراهيم على هذه المشاركه القيمه و المفيده

تقبل مروري و تقديري

فايزه الامل

السلام عليكم
جزاك الله خيرا فايزة على روعة مرورك الطيب أسأل الله تعالى
ان ينير مساؤك ونهارك بالقرأن وان يزيدك عافية واطمئنان وان
يهبك شفاعة حبيبة الرحمن اللهم امييييييييييييييييييييييييييييييييييين