التمييز
تعريفه :
اسم نكرة فضلة جامد بمعنى " من " يذكر لبيان ما قبله من اسم أو جملة ، أو ما يعرف " بالذات أو النسبة " .
مثال ما يبين الاسم " الذات " : اشتريت إردبا قمحاً ، وعندي خمسة عشر كتابا ،
135 ـ ومنه قوله تعالى : { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام }1 .
ومثال ما يبين الجملة " النسبة " : محمد أكبر مني سناً ، وطاب الفائز نفساً ،
136 ـ ومنه قوله تعالى : { وكانوا أشد منهم قوةً }2 .
" فقمحا ، وكتابا ، وأيام ، وسنا ، ونفسا ، وقوة " كل منها جاء تمييزا ، أزال غموض الاسم الذي سبقه ، وبين المراد منه .
ويسمى الاسم الذي ورد لبيان ما قبله وأزال غموضه ، تمييزا ، أو مميِّزا ، أو تفسيرا أو مفسِّرا ، ويسمى الاسم الذي زال غموضه ، مميَّزا ، أو مفسَّرا .
أنواعه :
ينقسم التمييز عامة إلى قسمين : 1 ـ تمييز نسبة .2 ـ تمييز ذات .
أولا ـ تمييز نسبة ، أو جملة ، ويسمى ملحوظا :
وهو الاسم الذي يذكر لبيان الجملة المبهمة ، أو ما يعرف بالنسبة ،
نحو : فاض الكوب ماءً ، وزرعنا الأرض ذرةً .
وينقسم تمييز النسبة " الملحوظ " إلى قسمين :
* تمييز ملحوظ منقول أو محوَّل : وهو كل تمييز ملحوظ جاء منقولا عن الآتي :
ـــــــــــــ
1 ـ 65 هود . 2 ـ 44 فاطر .
1 ـ الفاعل ، نحو : طاب الرجل نفساً ،
137 ـ ومنه قوله تعالى { واشتعل الرأس شيباً }1،
وقوله تعالى : { فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً }2 .
تقدير الكلام في الأمثلة السابقة : طابت نفس الرجل ، وقس عليه .
2 ـ المفعول به ، نحو : رفعت الطالب منزلهً ، وجنينا الأرض قطناً ،
138 ـ ومنه قوله تعالى { وفجرنا الأرض عيوناً }3 .
والتقدير : رفعتُ منزلةَ الطالب ، وقس عليه .
3 ـ المبتدأ ، نحو : أخوك أحسن منك خلقاً ، ومحمد أغزر منك علماً ،
139 ـ ومنه قوله تعالى { الله أسرع مكراً }4 .
والتقدير : خلق أخوك أحسن من خلقك ، وقس عليه .
حكم هذا النوع من التمييز : واجب النصب .
* تمييز ملحوظ غير منقول أو محول : أي أنه غير منقول عن فاعل ، أو مفعول ،
أو مبتدأ ، بل هو كلمة جديدة تضاف إلى الجملة لكشف جهة غامضة في نسبة التعجب إلى المتعجب منه ، نحو : لله دره فارساً ، أو لله دره من فارس ،
ونحو : أكْرِم بمحمد عالماً ، وأكرم بمحمد من عالم ،
ونحو : وحسبك به ناصراً ، وحسبك به من ناصر ،
ونحو : وعظمت بطلاً ، وعظمت من بطل .
وهذا النوع من التمييز يجوز فيه النصب ، والجر كما هو واضح من الأمثلة
السابقة ، ومرد جواز النصب أو الجر ليزول اللبس فيه بين التمييز والحال ، فدخول " من " في مثل قولهم " لله دره من فارس " ، خلص الكلمة للتمييز ، وأبعدها عن شبهة الحال ، فإذا قلنا : أكرم به فارسا ، جاز في كلمة " فارس " النصب على التمييز ، أو الحال .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 4 مريم . 2 ـ 4 النساء . 3 ـ 12 القمر . 4 ـ 21 يونس .
140 ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يخرجكم طفلاً }1 .
فقد أعرب بعض النحاة" طفلا " حالا ، وحسنوا ذلك ، وعليه قال ابن السراج : إن التمييز إذا لم يسم عددا معلوما : كالعشرين والثلاثين جاز تبيينه بالواحد للدلالة على الجنس ، وبالجمع إذا وقع الإلباس (2) .
العامل في التمييز الملحوظ :
هناك رأيان في نوع العامل في التمييز الملحوظ :
* الرأي الأول وهو الأرجح يرى أن العامل فيه هو نفس العامل الذي تضمنته الجملة .
* والرأي الثاني يقول : إن العامل فيه هو الجملة نفسها .
ثانيا ـ تمييز ذات أو مفرد ، ويسمى التمييز الملفوظ .
وهو الاسم النكرة الذي يذكر لبيان اسم قبله ، وينقسم إلى أربعة أنواع :
1 ـ تمييز العدد ، نحو : اشتريت خمس كراسات ، وعندي خمسة عشر كتاباً ،
141 ـ ومنه قوله تعالى : { إني رأيت أحد عشر كوكباً }3 .
2 ـ تمييز المقادير ، وينقسم إلى ثلاثة أنواع :
* تمييز وزن ، نحو : أعارني جاري رطلا زيتاً ، واشتريت كيلا عنباً .
* كيل ، نحو : بعت صاعا قمحاً ، وعندي أردب ذرةً .
* مساحة ، نحو : أملك فدانا أرضاً ، وابتعت مترا صوفاً .
3 ـ التمييز الواقع بعد شبه تلك المقادير ، نحو : عندي وعاء سمناً ،
وما في السماء موضع راحة سحاباً .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 5 الحج .
2 ـ الأصول في النحو ، لابن السراج ، ج1 ص 227 .
3 ـ 4 يوسف .
142 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }1 .
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن كلمة " وعاء " ليست مما يكال به ، وإنما هو شبيه بالكيل ، ومثله كلمة " راحة " فليست من المساحة في شيء ، ولكنها تشبهها ، وقس عليه.
4 ـ ما كان فرعا للتمييز ، وهو كل اسم تفرع عن الأصل ، نحو : أملك خاتما فضةً ، ولبيتنا باب حديداً ، وهذا النوع من التمييز يجوز فيه الجر أيضا ، فنقول : أملك خاتم فضة ، أو من فضة ، ولبيتنا باب حديد ، أو باب من حديد .
العامل في التمييز الملفوظ هو المميز بلا خلاف .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ يراعى في الاسم الواقع بعد اسم التفضيل وجوب النصب على التمييز ، إن لم يكن من جنس ما قبله ، لكونه فاعلا في المعنى ، نحو : محمد أسمى خلقاً ، وعلي
أكبر قدراً ، فالتمييز " خلقا ، وقدرا " في المثالين السابقين ونظائرها ، يصلح جعله فاعلا في المعنى بعد تحويل اسم التفضيل فعلا ، والتقدير : محمد سمى خلقه ، وعلي كبر قدره .
فإن كان التمييز من جنس ما قبله أو بعضا من جنس ما قبله ، أي لم يكن فاعلا في المعنى ، بحيث يصح وضع لفظ " بعض " مكانه ، وجب جره بالإضافة إلى أفعل ، نحو : أنت أكرم جارٍ ، وأخي أفضل معلمٍ ، فيصح أن نقول : أنت بعض الجيران ، أخي لا يجوز تقديم التمييز على عامله المميَّز إن كان ذاتا ، فلا يجوز في قولهم : عشرون درهماً ، أن نقول : درهما عشرون ، ولا في مثل قولهم : رطل عسلا ، أن نقول : عسلا رطل .
ــــــــــــــــ
1 ـ 8 الزلزلة .
ولا يجوز تقديمه على عامله إن كان فعلا جامدا ، نحو : ما أكرمه رجلا ! فلا يجوز أن نقول : رجلا ما أكرمه ، ونحو : نعم محمد صديقا ، فلا نقول : صديقا نعم محمد ، ولكن يجوز توسطه بين العامل ومرفوعه إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : طاب نفساً محمد ، وعظم خلقاً خليل .
بل وجوز بعض النحاة تقديمه على عامله إذا كان فعلا متصرفا {1} ،
نحو : نفسا طاب محمد ، وشيبا اشتعل الرأس ،
82 ـ ومنه قول الشاعر المخبل السعدي ، وقيل لغيره :
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها ؟ وما كان نفسا بالفراق تطيب
3 ـ الأصل في التمييز أن يكون جامدا ، ويجوز فيه أن يأتي مشتقا ، وذلك إذا كان
وصفا ناب عن موصوفه ، نحو : لله درك عالماً ، ولله دره فارساً ، وأصل الكلام : لله درك رجلا
عالما ، ولله دره رجلا فارسا .
4 ـ الأصل في التمييز أن يكون نكرة ، ويجوز فيه أن يأتي معرفة لفظا ، ولكنه يؤول بمعنى
النكرة ، نحو : طبت النفس ، والتقدير : طبت نفسا .
143 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا من سفه نفسه }2 .
وقوله تعالى : { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها }3 .
83 ـ ومنه قول الشاعر رشيد بن شهاب اليشكري :
رأيتك لما أن عــرفت وجـوهنا صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
5 ـ قد يأتي التمييز للتأكيد ، لا لإزالة الإبهام ، نحو : أملك من المجلدات خمسين
مجلدا ، ومنه قوله تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا }4 .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ أجازه الكسائي والمازني والمبرد ، ومنعه سيبويه ، وأكثر النحاة .
2 ـ 130 البقرة . 3 ـ 58 القصص .
4 ـ 58 القصص .
" فمجلدا ، وشهرا " كل منها جاء تمييزا الغرض منه التوكيد ، وليس إزالة الإبهام ،
84 ـ ومنه قول الشاعر :
والتغلبيون بئس الفحل فحلهُمُ فحلا ، وأمهُمُ زلاّء منطيق
5 ـ لا يكون التمييز إلاّ اسما صريحا ، ولا يجيء جملة ، ولا شبه جملة .
6 ـ لا يجوز تعدد التمييز ، فلا يصح أن نقول : عندي رطل خلا زيتا .
7 ـ في مثل قولهم : امتلأ الأناء ماء ، " فماء " تمييز ، وهو مميز للشيء الذي ملأ الإناء . ومثله قولهم : يالك رجلا ! ويالها مدينة !
تمييز العدد
ينقسم تمييز العدد إلى قسمين :
1 ـ تمييز العدد الصريح . 2 ـ تمييز كنايات العدد .
تمييز العدد الصريح هو ما جاء ليصف اسما قبله بلفظه الصريح ،
نحو : اشتريت خمسة كتبٍ .
أما تمييز كنايات العدد ، هو ما جاء للتعبير عن شيء معين بلفظ غير صريح للدلالة عليه ، ومن ألفاظ كنايات العدد : " كم " الاستفهامية ، والخبرية ، و كأيٍّ أو كأين ، وكذا ، وكيت ، وذيت ، وبضع ، ونيف .
أولا تمييز العدد الصريح :
تذكيره وتأنيثه :
لابد للعدد أن يذكر ويؤنت وفقا لتذكير التمييز وتأنيثه ، وذلك حسب المكونات العددية الآتية :
1 ـ العددان : واحد واثنان ، يذكران مع المذكر ، ويؤنثان مع المؤنث .
نحو : جاء رجل واحد ، وجاء رجلان اثنان ، ووصلت امرأة واحدة ،
ووصلت امرأتان اثنتان . ويكون هذا في العدد المفرد ، كما في الأمثلة السابقة ، وفى العدد المركب ، نحو : سافر أحد عشر رجلا ، وحضر الحفل إحدى عشرة
فتاة ، وحضر إلى المدرسة واحد وعشرون طالبا ، وحضرت إلى المدرسة إحدى وثلاثون طالبة.
ومنه قوله تعالى : { أحد عشر كوكبا }1 ، وقوله تعالى : { اثنا عشر شهرا }2 ،
ـــــــــــــــ
1 ـ 4 يوسف . 2 ـ 36 التوبة .
وقوله تعالى { اثنتا عشر عينا }1 ، وقوله تعالى { اثني عشر نقيبا }2 ،
وقوله تعالى { اثنتي عشرة أسباطا }3 .
2 ـ الأعداد من ثلاثة إلى تسعة ، يخالف العدد المعدود ، فهي تذكر مع المعدود المؤنث ، وتؤنث مع المعدود المذكر .
نحو : أكلت ثلاثة تفاحاتٍ ، وعندي تسع كراساتٍ .
ونحو : أمضيت في المدينة خمسة أيامٍ ، وأرسلت أربعة خطاباتٍ .
* وإذا كان العدد مركبا خالف الجزء الأول من العدد المعدود تذكيرا وتأنيثا وطابقه الجزء الثاني .
نحو : حضر ثلاث عشرة طالبة ، وسافر تسعة عشر طالبا .
* وإذا كان العدد معطوفا خالف الجزء الأول المعدود وبقى لفظ العقد على حاله ، لأن صورته
لا تتغير . نحو : ذهب في الرحلة أربع وخمسون طالبةً ،
ونحو : وتغيب عن الحفل الختامي ستة وأربعون طالباً .
3 ـ العدد عشرة : يخالف العدد عشرة إذا كان مفردا معدوده تذكيرا وتأنيثا .
نحو : غادر مقر الاجتماع عشرة رجال ، وحضر الحفل عشر نساء .
* أما إذا كانت مركبة فتوافق المعدود كما ذكرنا ، نحو : اشتريت خمسة عشر
قلماً ، وقرأت أربع عشرة سورة .
4 ـ ألفاظ العقود : وهي عشرون وثلاثون إلى تسعين ، وكذلك المائة والألف ، لا تتغير صورتها مع المعدود ، فتبقى كما هي تذكيرا وتأنيثا .
نحو : في مكتبتنا تسعون مجلداً ، وفى مكتبتنا عشرون صحيفةً .
ونحو : اشترك في المهرجان مئة طالب ، واشترك في المهرجان مئة طالبة .
ونحو : في المكتبة ألف كتاب ، وفى الحديقة ألف شجرة .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 60 البقرة . 2 ـ 12 المائدة .
3 ـ 160 الأعراف .
صياغة العدد على وزن " فاعل " :
* يصاغ العدد على وزن فاعل للدلالة على الترتيب ، من اثنين وعشرة وما بينهما ، ويسمى العدد الوصفي ، ويكون نعتا لمعدوده ، ويطابقه في التذكير والتأنيث ، والتعريف والتنكير ، والإعراب .
نحو : فاز محمد بالمركز الثاني ، وفازت فاطمة بالمرتبة الثانية ،
ونال أخى الترتيب الخامس ، وقرأت المتسابقة السورة العاشرة .
* أما العدد " واحد وواحدة " فيعدل عنهما بالأول للمذكر والأولى للمؤنث .
نحو : فاز صديقي بالمركز الأول ، وفازت عائشة بالمرتبة الأولى .
* وإذا كان العدد " واحد وواحدة " مركبا أو معطوفا فلا يعدل بهما .
نحو : قرأت الفصل الحادي عشر ، وقرأت الآية الحادية عشرة من سورة البقرة .
وانقضى اليوم الحادي والعشرين من الشهر ، وهلت علينا الليلة الحادية والعشرون .
* وإذا كان العدد مركبا أو معطوفا صيغ الجزء الأول فقط على وزن فاعل ، ويبنى المركب منه على فتح الجزأين . نحو: ولد الرسول الكريم في اليوم الثاني عشر من
شهر ربيع الأول . نحو : سافر الفوج الثاني عشر والثالث عشر من حجاج البحر .
وقرأت القصيدة الثانية عشرة ، والتاسعة عشرة من ديوان المتنبي .
* ويكون معربا فيما عدا ذلك .
نحو: انتهيت إلى الحزب الثاني والعشرين من القرآن الكريم .
وقرأ المتسابق الآية السابعة والستين من سورة الأعراف .
تعريف العدد وتنكيره :
يأتي العدد نكرة كما مثلنا سابقا ، ويأتي معرفا بأل في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان العدد مركبا تدخل أل على الجزء الأول منه .
نحو : وصل الثلاثة عشر لاعبا الذين شاركوا في مباراة الأمس .
2 ـ إذا كان العدد معطوفا تدخل أل على المعطوف والمعطوف عليه .
نحو : اشترك في الرحلة الخمسة والأربعون طالبا .
3 ـ إذا كان العدد مضافا ، تدخل أل على المضاف إليه .
نحو : تفوق في المسابقة خمسة الطلاب الأوائل .
4 ـ إذا كان العدد من ألفاظ العقود تدخل أل عليه .
نحو : قرأت العشرين آية المقررة في المسابقة .
قراءة العدد :
إذا أردنا قراءة الأعداد أو كتابتها ، يجوز لنا أن نبدأ بالمرتبة الصغرى ، أو الكبرى
في الأعداد التي تزيد عن المائة والألف ومضاعفاتهما .
فلو أردنا قراءة العدد " 135 " كتاب أو صحيفة ، أو كتابته ، فإنه يكون على النحو
الآتي : في المكتبة خمسة وثلاثون ومائة كتابٍ . وفي المكتبة خمس وثلاثون ومائة
صحيفة ، ويصح أن نقول : في المكتبة مائة وخمسة وثلاثون كتاباً .
وفى المكتبة مائة وخمس وثلاثون صحيفةً .
والعدد " 1654 " ريال أو رسالة ، يقرأ ويكتب هكذا :
سحبت من البنك أربعة وخمسين وستمائة وألف ريالٍ .
وسحبت من البنك ألفا وستمائة وأربعة وخمسين ريالاً .
وصل البريد أربع وخمسون وستمائة وألف رسالةٍ .
ووصل البريد ألف وستمائة وأربع وخمسون رسالةً .
والعدد " 1537624 " كتاب .
طبعت الوزارة أربعة وعشرين وستمائة وسبعة وثلاثين وخمسمائة ألف ومليون
كتاب ، وطبعت الوزارة مليونا وخمسمائة وسبعة وثلاثين ألفا وستمائة وأربعة وعشرين كتاباً .
تنبيه :
يكون التمييز تابعا لآخر رقم تنتهي به القراءة أو الكتابة .
حالات إعراب تمييز العدد :
1 ـ العدد من ثلاثة إلى عشرة يكون تمييزه جمعا مجرورا هذا على المشهور والصحيح أن يعرب المعدود في هذا المقام مضافا إليه .
نحو : معي ثلاثة أقلامٍ ، وفى الحقيبة عشر كراساتٍ .
2 ـ العدد من أحد عشر إلى تسع وتسعين يكون تمييزه مفردا منصوبا .
نحو : سافر أحد عشر حاجاً ،
ومنه قوله تعالى { إني رأيت أحد عشر كوكباً }1 .
ونحو : في الحديقة سبع وعشرون شجرةً ،
ومنه قوله تعالى { هذا أخي له تسع وتسعون نعجةً }2 .
3 ـ العدد مئة وألف ومضاعفاتها يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة أيضا .
نحو : يرتاد المكتبة مئة طالبٍ ، وفي المزرعة مئة شجرةٍ .
ونحو : في المكتبة خمسة آلاف كتابٍ ، ووصل إلى مكة ألف حاجةٍ .
حالات إعراب العدد :
1 ـ العددان واحد واثنان لايأتيان إلا بعد المعدود ويعربان صفة له .
نحو : وصل رجلٌ واحدٌ ، وفاز طالبان اثنان . وغالبا لايستعملهما العرب ، ويكتفون
بذكر المعدود مفردا أو مثنى للدلالة عليهما . نحو : دخل القاعة رجلٌ ،
وغادرها اثنان .
ــــــــــــــ
1 ـ 4 يوسف . 2 ـ 23 ص .
ولا يصح تقديمهما على المعدود ، فلا نقول : وصل واحد رجل ، وقام اثنان رجلان .
2 ـ العدد من ثلاثة إلى عشرة ، والمائة والألف تعرب حسب موقعها من الجملة ، فقد تعرب فاعلا ، نحو : استشهد في المعركة أربعةُ جنود ، وحضر الحفل مائةُ زائر .
وقد تعرب مفعولا به ، نحو : رأيت تسعَ سيارات تسير في قافلة .
أو مبتدأ ، نحو : لدى ثلاثةُ أصدقاء .
ومنه قوله تعالى { في كل سنبلة مائة حبة }1
أو خبرا ، نحو : هذه عشرةُ أقلام .
ومنه قوله تعالى : { تلك عشرة كاملة }2 .
أو مضافا إليه ، نحو: حان وصول خمسةِ لاعبين للاشتراك في المباراة ،
ومنه قوله تعالى : { إطعام عشرةِ مساكين }3 .
3 ـ الأعداد المركبة : تكون مبنية على فتح الجزأين ، نحو : وصل أحدَ عشرَ
زائراً ، وسلمت على تسعةَ عشرَ ضيفا ، ومنه قوله تعالى { عليها تسعةَ عسرَ }4 .
ما عدا العدد " اثنان " مفردا أو مركبا فإنه يعرب إعراب المثنى ، يرفع بالألف وينصب ويجر
بالياء ، نحو : اشترك طالبان اثنان في مسابقة القرآن الكريم ، وكرمت المدرسة فائزين اثنين ، وأثنت المديرة على طالبتين اثنتين .
ونحو قوله تعالى : { إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا }5 ،
وقوله تعالى : { وبعثنا فيهم اثني عشر نقيبا}6 ،
ونحو : مررت باثني عشر معلما .
ــــــــــــ
1 ـ 261 البقرة . 2 ـ 196 البقرة . 3 ـ 89 المائدة .
4 ـ 30 المدثر . 5 ـ 36 التوبة . 6 ـ 12 المائدة .
4 ـ ألفاظ العقود : تعرب حسب موقعها من الجملة ، إعراب الملحق بجمع المذكر السالم ، ترفع بالواو نحو : حضر عشرون مدرسا ، وتنصب وتجر بالياء ، نحو :
ابتعت ثلاثين كتاباً ،
ومنه قوله تعالى : { إنها محرمة عليهم أربعين سنة }1 .
146 ـ وقوله تعالى : { واختار موسى قومه سبعين رجلا }2 .
وقوله تعالى : { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }3 .
ونحو : اشتريت ثوبا بأربعين ريالا .
5 ـ الأعداد المعطوفة من واحد وعشرين إلى تسع وتسعين : يعرب العدد المعطوف إعراب ما قبله رفعا ونصبا وجرا .
نحو : سافر ثلاثة وعشرون مبتعثا ، وكرمت المدرسة أربعا وثلاثين طالبة ،
واطلعت في المكتبة على سبعة وعشرين كتابا .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ لاستعمال العدد " 8 " عدة حالات .
أ ـ إذا كان مفردا :
* إن كان مضافا بقيت ياؤه ، نحو : جاء ثمانية رجال ، ورأيت ثماني نساء .
* إن عريَّ عن الإضافة وكان المعدود مذكرا بقيت ياؤه مع تأنيثه ،
نحو : حضر من الطلبة ثمانية ، وصافحت من المدرسين ثمانية .
* وإن عريَّ عن الإضافة ، وكان المعدود مؤنثا ، عومل معاملة الاسم المنقوص
( تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر ) .
ــــــــــــــــ
1 ـ 26 المائدة . 2 ـ 155 الأعراف .
3 ـ 142 الأعراف .
نحو : حضر من الطالبات ثمانٍ ، ومررت بثمانٍ ،
ومنه قول الشاعر في حالة الرفع :
لها اثنان أربع حسان وأربع فتغرها ثمانُ
والنصب نحو : اشتريت من الكراسات ثمانيا .
كما يجوز منعه من الصرف ، نحو : غرست من الشجرات ثمانيَ .
ب ـ إن كان العدد " 8 " ثمانية مركبا ، أو معطوفا فله عدة حالات أيضا .
* إن كان معطوفا والمعدود مذكرا تفتح ياؤه ، نحو : اشتريت ثمانياً وعشرين كتابا.
* وتسكن ياؤه إن كان مركبا والمعدود مؤنثا مرفوعا أو مجرورا .
الرفع نحو : تخرج من الجامعة ثمانيْ عشرة طالبة .
والجر نحو : التقت المديرة بثمانيْ عشرة معلمة .
* وتحذف ياؤه مع كسر النون وفتحها في حالة النصب .
نحو : حفظت ثمانَ عشرة آية ، وصافحت ثمانِ عشرة زائرة ،
ومنه قول الشاعر :
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا وثمانَِ عشرة واثنتين وأربعا
2 ـ الأعداد المفردة من ثلاثة إلى تسعة تخالف المعدود تذكيرا وتأنيثا ، كما ذكرنا ، ومرد التذكير والتأنيث فيها إلى المفرد من لفظ المعدود .
نحو : هذه خمسة خطابات .
فكلمة " خطابات " جمع مؤنث سالم ، ومفردها " خطاب " ، وهو مفرد مذكر ، لذلك راعينا لفظ المفرد دون غيره ، فخالف العدد المعدود في التركيب السابق .
ونحو : أمضيت في مكة المكرمة سبع ليال .
" فليال " جمع " ليلة " ، وليلة مفرد مؤنث ، لذلك ذكّرنا العدد مع جمعها ، على الرغم أنه يوحي بالتذكير . ونحو : أعطيت البائع تسعة دريهمات ،
وفي قريتنا ثلاثة جبيلات .
ومنه قوله تعالى : { يأكلهن سبع عجاف }1 .
2 ـ تمييز الثلاثة إلى العشرة ، إن كان اسم جمع ، كقوم ، ورهط ، أو اسم جنس ، كشجر ، وتمر ، وواحده شجرة ، وتمرة ، يجوز جره بمن ، نحو : جاء أربعة من
القوم ، وأكلت خمسة من التمر ، ومنه قوله تعالى { فخذ أربعة من الطير }2 .
ويجوز جره بالإضافة ، نحو قوله تعالى { وكان في المدينة تسعة رهط }3 .
85 ـ ومنه قول الشاعر :
ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد جار الزمان على عيالي (4)
3 ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر ما عدا اثني عشر ، تعرب بالبناء على فتح الجزأين ، وسبب بناء العجز تضمنه معنى حرف العطف .
نحو : جاء خمسة عشر طالبا .
من هنا كان سبب إعراب صدر العدد " اثني عشر " وعدم بنائه مطلقا ، والسبب فى ذلك وقوع العجز من الصدر موقع النون ، وما قبل النون يكون دائما محل إعراب لا محل بناء ، والدليل على موقع العجز من الصدر في " اثني عشر " موقع النون ، عدم الإضافة كما هو الحال في قولنا : أحد عشرك ، وخمسة عشرك ، فلا تقول :
اثني عشرك ، لعدم الإضافة كما ذكرنا .
4 ـ يجوز في الأعداد المركبة إضافتها إلى غير مميز ، نحو : هذه ثلاثة عشر
خالدٍ ، ما عدا " اثني عشر " فإنه لا يضاف ، وإذا أضيف العدد المركب ، فالأكثر أن يبقى الجزءان على بنائهما ، نحو : هذه ستةَ عشرَك ، بفتح الجزأين في جميع الحالات ، وقد يعرب العجز مع بقاء الصدر على بنائه ، نحو : هذه خمسة عشرِك ، بجعل عشر مضافا إليه لخمسة .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 12 يوسف . 2 ـ 260 البقرة . 3 ـ 48 النمل .
4 ـ الزود من الإبل ما كان بين الثلاثة والعشرة .
5 ـ يعطف على ألفاظ العقود كلمة " نيِّف " وهى كناية عن عدد مبهم من واحد إلى
تسعة ، وتكون بلفظ المذكر دائما . نحو : وصل عشرون متسابقا ونيف .
6 ـ العددان "1 ، 2 " واحد واثنان لا يضافان إلى مفرد مطلقا ، فلا نقول : واحد رجلٍ ، أو واحدة بنتٍ .
* كما يستعمل العدد " 1 " واحد مع العشرة بصيغة أحد ، وإحدى فقط .
نحو : أحد عشر ، وإحدى عشرة .
* أما العدد " 2 " اثنان فيستعمل مع العشرة بالتوافق ، مؤنث مع المؤنث ، ومذكر مع المذكر . نحو : اثنا عشر ، واثنتا عشرة .
* ومع ألفاظ العقود يستعمل كل من العددين " 1 " ، و" 2 " واحد ، واثنين ، معطوفا عليه .
نحو : واحد وعشرون ، أو الحادي والعشرون ، بوجوب التعريف إذا كان لفظ العقد معرفا ، ويصح التنكير في العددين ، نحو : حادي وعشرون .
ونحو : واحدة وعشرون ، والحادية والعشرون ، وحادية وعشرون .
وكذا مع العدد " 2 " اثنين ، نحو : اثنان وعشرون ، أو اثنتان وعشرون ، أو ثنتان وعشرون .
8 ـ إذا قصد من الوصف بعض عدده أضيف إليه ، نحو : كان محمد ثاني اثنين ،
وإبراهيم رابع أربعة .
147 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ أخرجه الذين كفروا ثانيَ اثنين }1 .
وقوله تعالى : { لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثةٍ }2 .
9 ـ أن الوصف العددي لا يصاغ من ألفاظ العدد ، وإنما صياغته من الثّلْث ،
والرَّبع ، والعَشر . . . الخ .
10 ـ يجوز صياغة الوصف من العدد المعطوف عليه لفظ عقدي .
ـــــــــــــــ
1 ـ 40 التوبة . 2 ـ 73 المائدة .
نحو : هذا ثالث ثلاثة وعشرين ، وذاك خامس خمسة وثلاثين ،
وذلك بإضافة " ثلاثة وعشرين " إلى الوصف " ثالث " ، وقس عليه المثال الثاني .
11 ـ يجب عطف ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين ، على اسم الفاعل العددي بحالتيه ، نحو : جاء الطالب الخامس والعشرون ، وكافأت الطالب الخامس
والعشرين ، ونحو : فازت الطالبة الحادية والعشرون .
وفى تلك الأحوال لا يجوز حذف واو العطف ، إذ لا يجوز القول :
جاء الطالب الحادي العشرون ، أو جاء خامس عشرون ،
كما هو الحال في قولنا : الحادي عشر ، والرابع عشر .
12 ـ إذا تأخر العدد عن المعدود جاز فيه التذكير والتأنيث .
نحو : جاء رجال ثلاثة ، وجاء رجال ثلاث .
واتباع الأحكام التي سبق ذكرها حسب قواعد العدد أفضل .
فالأحسن أن نقول : جاء رجال خمسة ، وكرمت المعلمة طالبات خمسا.
13 ـ إذا أضيف العدد المفرد فيه ثلاثة أوجه :
* إدخال " أل " التعريف على المضاف إليه ، وهذا أفضل وجه ،
نحو : جاء خمسة الرجال ، وكافأت ثلاث الطالبات .
* إدخال " أل " التعريف على العدد والمعدود معا ، أي على المضاف والمضاف
إليه ، نحو : وصل الأربعة الفائزون ، والتقيت بالخمس الفائزات .
* إدخال " أل " التعريف على المضاف دون المضاف إليه ،
نحو : جاء التسعة لاعبين ، وشاهدت الثلاث مباريات .
14 ـ أما إذا كان العدد مركبا فالأفضل إدخال " أل " التعريف على الجزء الأول
منه ، نحو : غادر القاعة السبعة عشر رجلا ، وحضر الاجتماع الخمس عشرة معلمة .
15 ـ إذا كان العدد من ألفاظ العقود دخلت " أل " التعريف عليه مطلقا .
نحو : سافر الثمانون حاجا ، وأثمرت العشرون شجرة .
16 ـ في حالة العطف على ألفاظ العقود ، تدخل " أل " على المعطوف والمعطوف عليه ، نحو : قدم الخمسة والتسعون حاجا ، وغادرت الخمس والسبعون حاجة .
17 ـ يتفق الحال والتمييز في عدة أمور هي :
الاسمية ، والتنكير ، والفضلة ، والنصب ، وإزالة الإبهام .
فكل منهما فضلة منصوب رافع للإبهام .
18 ـ ويفترقان في عدة أمور هي :
* يجيء الحال جملة ، أو شبه جملة ، ولا يكون التمييز إلا اسما مفردا .
* الحال قد يتوقف عليه معنى الكلام .
نحو قوله تعالى : { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين }1 .
والتمييز ليس كذلك .
* الحال مبينة للهيئات ، والتمييز مبين للذوات والنسب .
* تتقدم الحال على عاملها إذا كان فعلا متصرفا ، أو وصفا شبيها بالفعل ، ولا يجوز تقديم التمييز على عاملها في الرأي الصحيح .
* يجوز تعدد الحال ، ولا يجوز تعدد التمييز .
* حق الحال الاشتقاق ، وحق التمييز الجمود ، وقد يتعاكسان ، فتأتي الحال جامدة ،
نحو : جئت ركضا .
148 ـ ومنه قوله تعالى { يأتينك سعيا }2 .
ويأتي التمييز مشتقا :
نحو : " لله دره فارسا " ، لذلك يجوز جر التمييز المشتق " بمن " لتفريقها عن الحال
فنقول : " لله دره من فارس " .
ــــــــــــ
1 ـ 38 الدخان . 2 ـ 260 البقرة .
* تأتى الحال مؤكدة لعاملها ، والتمييز خلاف ذلك .
* تتضمن الحال معنى " في " ، وتتضمن التمييز معنى " من " .
19 ـ لا يجوز الفصل بين العدد وتمييزه ، إلا في الضرورة الشعرية ، فلا يجوز أن نقول : شاهدت ثلاثة عشر يتدربون لاعبا .
20 ـ لا فرق في التذكير ، والتأنيث بين أن يكون العدد مقدما ، أو مؤخرا ،
نحو : زارني ثلاثة رجال وخمس نساء ، أو : زارني رجال ثلاثة ونساء خمس .