وزير الشؤون الدينية غلام الله يكشف
الأئمة الذين رفضوا الوقوف للنشيد أمام مجلس التأديب
علم أمس، من مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بأن
''الأئمة الذين رفضوا تحية النشيد الوطني بدار الإمام بالعاصمة أحيلوا على
المجلس التأديبي''، بعد أن وضعت المديرية الولائية الملف على طاولة الوزير
غلام الله، وحذرت كل الأئمة من ''تكرار'' نفس المشكل مستقبلا.
سيصدر القرار النهائي، الذي يتراوح ما بين الفصل التحفظي والنهائي عن
الإمامة، بناء على دراسة ملف كل الأئمة المقدر عددهم بخمسة على المجلس
التأديبي، بعد أن رفض وزير الشؤون الدينية والأوقاف تحويل ملفهم على
العدالة، نظرا ''لعدم خطورة الوقائع''، وقال وزير الشؤون الدينية في تصريح
لـ''الخبر''، في ساعة متأخرة من مساء أمس ''لن نقوم بمتابعتهم قضائيا، بل
سنفصل في ملفهم على مستوى الجهات المختصة بالوزارة، بعد أن أحيلوا على
المجلس التأديبي، ولن يكون هناك فصل نهائي لهم ما دام لم يتم بعد سماع
أقوالهم''.
من جهته، رفض مدير الشؤون الدينية بالعاصمة، لزهاري مساعدي، الإدلاء بأي
تفاصيل حول الملف، وقال بالحرف الواحد ''لا يمكنني الخوض في هذه المسألة
لوحدي، حيث سيتخذ القرار مع الوزارة الوصية''.
وأفاد رئيس المجلس العلمي للعاصمة، عمار طالبي، بأن ''الفصل من الإمامة هو
القرار الذي سيتم اتخاذه، تبعا لما حدث في دار الإمام بالمحمدية، حيث رفض
عدد من الأئمة الوقوف للنشيد الوطني وفي حضور الوزير''. واعتبر بأن هذا
القرار ''سيكون حلا لوضع الخلاف الحاصل، خصوصا وأن الوزير اعتبر بأن ما
حصل خروجا عما هو متعارف عليه عندنا''.
وأضافت مصادر مطلعة على الملف، بأن ''الوزير هو من سيفصل في الملف،
بالنظر إلى أنه كان حاضرا يومها''، واعتبر بأن ما حدث ''سيثير البلبلة
والفتنة، وسيعيد الجزائر إلى سنوات التسعينات''. وعلى اعتبار أن ''مثل هذه
السلوكات التي تتزامن مع الذكرى الـ48 لعيد الاستقلال والشباب الجزائر في
غنى عنها''.
الأكثر من هذا كله، قررت وزارة الشؤون الدينية وقبلها مديرية الشؤون
الدينية بالعاصمة، عقد اجتماع طارئ، من أجل مراسلة كل الأئمة من خلال
تعليمة ''تلزمهم بالوقوف للنشيد الوطني عند الحاجة، أي أثناء حضروهم لأي
مناسبة يتم فيها الاستماع للنشيد الوطني''، وأن أي ''عصيان'' لمثل هذا
القرار سيكلفهم الفصل من المنصب. وتم الاتفاق مع المجالس العلمية لكل
الولايات، بضرورة أن تكون خطبة الجمعة القادمة عن الثورة الجزائرية،
بمناسبة الخامس من جويلية، وأن يتم تخصيص كل الخطب مستقبلا والمتزامنة مع
المناسبات الوطنية، لتمجيد الثورة وبطولات المجاهدين، من باب أن ''تواجدنا
اليوم هنا هو نتيجة تضحيات الشهداء''.
وكان الأئمة الذين رفضوا الوقوف للنشيد الوطني، حاضرين في قاعة المحاضرات
بدار الإمام بالمحمدية، صبيحة أول أمس، للاستماع لمحاضرة تاريخية، وبعد أن
قام إمام مسجد القصبة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، طلب مدير الشؤون
الدينية للعاصمة بالوقوف للاستماع للنشيد الوطني، وكان الرافضون لهذا
المبدأ يجلسون في المقاعد الخلفية بالقاعة.
ع/ الخبر اليومي