اقدم لكم اللقاء الذي كان بين الدكتور جميل القدسي دويك وصالح العزمي عن الغذاء في الاعجاز القراني وفيها يبين هذا الموضوع الدراسات التي
تم اكتشافها مع الدكتور جميل القدسي
واتمنى ان ينال رضى الجميع بالفائده
د 0 قدسي , قد يكون ما زال في ذهن البعض استفسار عن معنى نظام الغذاءالميزان ألا وهو أسس علم التغذية والطاقة القرآني ,فهل لك أن تعطينا فكرة وجيزة عن برنامج الغذاء الميزان الذي اكتشفته ؟
باختصار شديد , إن برنامج الغذاء الميزان هو نظام غذائي مأخوذ من النص المباشر للقرآن الكريم , ويحتوي على كل الأغذية والأطعمة والمأكولات والأشربة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم , بنفس عدد تكرارها في القرآن الكريم , وبنفس ترتيبها , وبنفس علاقتها مع بعضها بعضا , وهذه الأغذية والأطعمة والمأكولات والاشربة القرآنية موزعة على اليوم والليلة في ستة وجبات , ولمدة ستة أيام 0
في الحقيقة إن هذا يبدو شيقا , ولكن يتبادر إلى ذهني سؤالين الأول بعد هذا التعريف , ماذا تقصد بترتيب الأغذية في القرآن الكريم ؟
لنبدأ بالسؤال الأول , أقصد بترتيب الأغذية في القرآن الكريم هو وجود علاقات ثابتة ومحددة لبعض الأغذية مع بعضها بعضها بحيث لا يجوز أن تؤخذ قبل أغذية أو أشربة أخرى , ولكي تكون الفكرة واضحا سأعطيك ذلك بأمثلة عملية
لقد اكتشفت أن هناك قواعد ذهبية في القرآن الكريم , فقد ورد أمر كلوا واشربوا في القرآن الكريم عددا من المرات , وفي كل المرات هذه كان يرد أمر كلوا قبل اشربوا , وليس هناك في موضع واحد في القرآن الكريم يرد فيه أمر اشربوا قبل أمر كلوا أبدا حتى في قصة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه ذكر طعامه قبل شرابه " فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ " (259) البقرة 0
فاستنتجت من ذلك قاعدة ذهبية في أسس علم التغذية والطاقة القرآني هو أنه لا يجوز الشرب قبل الأكل صحيا وطاقيا وغذائيا , وجعلت ذلك أساس في كل وجبة من الوجبات وليس هذا فقط فقد اكتشفت أن هناك علاقات بين الأغذية والأطعمة والأشربة بين بعضها بعضا بحيث لا يجوز أخذ بعضها قبل بعضها الآخر ومن أمثلة ذلك اللبن والخل والعسل
فقد ورد معي أن رسو ل الله صلى الله عليه وسلم نهى عن انتباذ العسل واللبن , أي أن ينقعا ليلة كاملة مع بعضهما 0
فقلت في نفسي لأرجع إلى القرآن الكريم وأرى هل جمع العسل واللبن معا , فوجدت أنه تم ذكرهما في موضعين الأول في سورة النحل والثاني في سورة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , وقد وجدت أنه في كلا الموضعين نجد أن الله تعالى يفصل بين اللبن والعسل بشئ يتخمر ولا يسكر ولا يذهب العقل فتأملوا مع ذلك في كلي الموضعين , فأما في الموضع الأول وهو في سورة النحل وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ(68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) النحل
ففي الآية رقم (66) يذكر الله تعالى اللبن , ثم في الآية (67) يذكر السكر , وقد قال بعض العلماء في التفسير أن السكر هو الخمر مثل ابن كثير والطبري , أما القرطبي فقد قال في التفسير أن السكر هو الخل , وأنا ارجح هذا الرأي لأنه لا يمكن أن يعطف رب العالمين الرزق الخبيث وهو الخمر على الرزق الحسن , وما من شئ يتسكر فلا يذهب بالعقل ويبقى زرقا حسنا إلا الخل , وبعد ذلك في الآيتين (68) , (69) ذكر الله العسل 0
وهنا نجد أن الله تعالى قد فصل بين اللبن والعسل بشئ يتخمر ولا يسكر ألا وهو الخل , ولم يجمعهما معا إطلاقا وأبدا 0
وهكذا نجد في الموضع الثاني في سورة محمد نفس النظام السابق فتأملوا معي ذلك " مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ " (15) , ففي الآية السابقة نجد أن الله تعالى قد ذكر اللبن أولا , كما حدث في سورة النحل , ثم ذكر خمر الجنة , وهو خمر يتخمر ولا يسكر أبدا , فقد قال الله تعالى فيه سبحانه " يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (44) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (45) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (46) الشعراء , والغول في التفسير أنها لا تغتال عقولهم ولا هي تسكرها , ولا يصيبهما منها مرض ولا صداع ) , ثم نرى الله بعد ذكر أنهار اللبن والخمر الذي لا يسكر قد ذكر أنهار العسل تماما بنفس الترتيب الذي ورد في سورة النحل 0
وبدأت بعد هذا الاكتشاف دراسة كل مادة غذائية في القرآن الكريم على حدة , ومتى تذكر مفردة , ومتى تذكر مجتمعة مع غذاء آخر , وإذا ذكرت مع غذاء آخر هل هي قبله أم بعده دائما أم هي قبله أحيانا وبعده أحيانا أخرى , كما أنني قست مواقع هذه الأغذية حسب شيفرتنا القرآنية حسب الوحدة الزمنية التي حصلنا عليها من الشيفرة فاكتشفت بذلك كثير من النقاط الإعجازية الذهبية في قواعد التغذية القرآنية والتي سأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
لماذا علينا أن ننام عند دخول الليل ؟
ولماذا علينا أن نستيقظ عند دخول الفجر ؟
ولماذا علينا أن نسبح عند دخول الفجر ؟
ولماذا علينا أن نسبح عند دخول الليل ؟
ولماذا علينا أن نصلي في الأوقات الخمسة التي شرعها الإسلام ؟
ولماذا علينا أن نأكل الفواكه في النهار وألا نأكلها في الليل؟
ولماذا علينا ألا نأكل القمح في الصباح ؟
ولماذا علينا ألا نأكل التمر والعنب عند العصر ؟
ولماذا علينا أن نشرب بعد الأكل وليس قبله ؟
ولماذا علينا أن نأكل الفواكه قبل اللحم ؟
ولماذا إذا أكلنا رمان يجب أن يكون هذا الرمان في آخر ما نأكل؟
ولماذا علينا أن نشرب الخل بعد اللبن ( الحليب ) ؟
ولماذا علينا أن نشرب العسل بعد الخل , فيكون ترتيب هذه الأشربة بالنسبة لتناولها اللبن فالخل فالعسل ؟ لقد تم ذكر ذلك فيما سبق كما رأيتم
ولماذا علينا أن نأكل القمح في بداية الطعام؟
ولماذا علينا أن نأكل التمر قبل العنب في معظم الأحيان ؟
ولماذا جعل ترتيب هذه الأطعمة بهذا التسلسل في سور الرحمن, الفواكه فالنخل فالحب فالريحان " وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) الرحمن ؟
وفي الحقيقة كان لدينا بذلك قواعد ذهبية عظيمة توضح كثير من التفاصيل الدقيقة والقواعد الذهبية التي على الإنسان أن يأخذ بها للحصول على صحة أفضل وأعظم وأفضل 0
في الحقيقة لقد أثرت عاصفة من الأسئلة الكثيرة المهمة والتي تثير كثيرا من الفضول في نفس الإنسان , فهل لك أن تعطينا إجابات عنها ؟
أعتقد أخي صالح أن ذلك من المستحيل في هذه المقابلة القصيرة , لأن الإجابة عن هذه الأسئلة تطلب مني 4 سنوات , وأكثر من 7 آلاف صفحة هي الدراسة التي أنهيتها مؤخرا عن أسس علم التغذية والطاقة القرآني , ولكن أستطيع أن أقول في الإجابة عن هذا السؤال أن هذه الأغذية والترتيبات وكل الأسئلة السابقة قد تبيت لي وأوقاتها من خلال شيفرة قرآنية مكتشفة مبنية على الإعجاز العددي للقرآن الكريم , بالإضافة إلى ضرورة تناول كل مادة غذائية خلال وقت محدد في النهار حدده الله سبحانه وتعالى في الشيفرة القرآنية التي توزع كل هذه الأغذية والأطعمة والمأكولات والاشربة القرآنية لتناولها في وقت محدد من اليوم والليلة ولا يجوز تجاوزها ضمن ستة من الوجبات , وذلك في الحقيقة يعيد توازن النظام الهرموني والنظام العصبي في الجسم , وهما النظامان الاساسيان اللذان يسيطران على الجسم وعلى مليارات من تفاعلاته الحيوية , كما أن تطبيق نظام الغذاء الميزان يعيد توازن الساعة البيولوجية الداخلية في الجسم الإنسان 0ولماذا كانت عدد الوجبات ستة وليست ثلاثة ولماذا نطبق البرنامج في ستة ايام وليس أكثر أو أقل
لقد اكتشفت ذلك أي عدد الوجبات من خلال شيفرة قرآنية أخرى تتعلق بعدد أمر كلوا في القرآن الكريم , ومن خلال لوحة عظيمة مساحتها تبلغ حوالي 6 متر مربع , قمت من خلالها إلى تقسيم القرآن كاملا إلى 240 جزء , ومن خلال هذا التقسيم استطعت الوصول إلى عدد الوجبات المقررة يوميا , وخلال الفترة المطلوبة التي توزع فيها الأطعمة والمأكولات والأشربة حسب الشيفرة القرآنية الآولى , ما أكد لي صحة عدد الوجبات من خلال أمر كلوا في القرآن الكريم 0
أما لماذا يطبق النظام لمدة ستة ايام فذلك لأن بناء أي أساس يبنى دائما على ستة مراحل , فالله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام " إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " (3) يونس0
وكذلك فإن كل اساس يجب أن يبنى على ستة , فقد اكتشف العلماء أن جزئ الجلوكوز وهو الجزئ الأولي الذي تصنع منه كافة أنواع الكربوهيدرات والبروتينات والدهون وغيرها من المركبات الأساسية في الجسم , هو مركب سداسي , وكذلك العسل الذي هو شفاء للناس بإعادة بناء الاساس الفطري الذي بنى الله سبحانه أجسامهم عليه يخرج من خلايا نحل سداسية أيضا , وفي الحقيقة أن هذا بحث كبير في أكثر من 400 صفحة ضمن الموسوعة