لم أتوقف عن الكتابة..! موقع سوبر
الثلاثاء 08 يونيو 02:22PM 2010
بعد انقطاع عن الكتابة لبضعة أيام لأسباب خاصة
أعود مجددا للقارئ العزيز من بوابة موقع "سوبر" لأتوقف عند الحدث الذي
سيسرق لأكثر من شهر أنظار عشاق الكرة العربية كالعادة رغم وجود منتخب واحد
يمثلهم هو المنتخب الجزائري وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة منذ ثلاثين عاما.
أعود للحديث عن الجزائر في كأس العالم وما يثار في بعض وسائل الإعلام
الجزائرية والعربية المتشائمة من مشاركة ممثل العرب بالنظر لأدائه الهزيل
في مبارياته الودية وعقم هجومه والإصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين،
وانتقادات بعض الإعلاميين والفنيين من الجزائريين والعرب لاختيارات المدرب
الوطني رابح سعدان الفنية والتكتيكية، وعدد المباريات الودية القليل، وعدم
قدرته على مواجهة منتخبات مجموعته والتأهل إلى الدور الثاني..
كل هذه التخوفات والانتقادات وان كان بعضها منطقيا وعاديا فإنها لا تنقص
من قيمة المنتخب الجزائري وجدارته في التأهل والمشاركة في كأس العالم، ولن
تزيد الجزائريين إلا إصرارا وعزيمة رغم أنها ليست المشاركة الأولى
للجزائر. ولكن الغريب في الأمر أننا لم نسمع مثل هذه الانتقادات في تاريخ
المشاركات العربية قبل المونديال أو بعده رغم أن العرب لم يحققوا سوى 7
انتصارات في 44 مباراة في النهائيات من صنع الجزائر والمغرب وتونس
والسعودية، ورغم أن العرب لم يتأهل منهم إلى الدور الثاني سوى المغرب سنة
1986 والسعودية سنة 1994، ورغم أن العرب لم يتأهل منهم سوى المنتخب
الجزائري إلى جنوب إفريقيا، إلا أن النغمة التي نسمعها اليوم توحي وكأننا
تعودنا على التألق في المشاركات السابقة والتأهل إلى الدور الثاني،
والمنتخب الجزائري سيخيب الآمال ولن يكون في المستوى، ونغمة تطغى عليها
الانهزامية والاستسلام والفشل الذي نتخبط فيه في كل المجالات.
وعوض الحسرة على وجود منتخب عربي وحيد في المونديال، والحسرة على كرتنا
المريضة وأحوالنا التعيسة، أطل علينا الفلاسفة والمنظرون والمدبرون
بتوقعاتهم وتكهناتهم المتشائمة لحاجة في نفس يعقوب، وهناك حتى من قال أن
الجزائر ليست ممثلة للعرب لأن العروبة والقومية صارت ميزة عند البعض
يحتكرونها لأنفسهم دون غيرهم، ولأن منتخبها غالبيته من اللاعبين الذين
ينشطون في البطولات الأوروبية، وبعضهم من مزدوجي الجنسية، وسيعودون إلى
ديارهم بعد انتهاء مباريات الدور الأول.
وحتى ولو سلمنا بذلك فان الأمر لن يكون جديدا على الجزائريين والعرب لأن
مصر سنة 1934 تأهلت على حساب فلسطين ولعبت مباراة واحدة في النهائيات
وعادت إلى الديار، وفي سنة 1990 سجلت هدفا واحدا في ثلاث مباريات وخرجت من
الدور الأول.الكويت من جهتها لم تحصد سوى نقطة واحدة سنة 1982 وخسرت
بالأربعة أمام فرنسا، أما الإمارات فقد خسرت أمام ألمانيا بخمسة أهداف سنة
1990 وخسرت السعودية بثمانية سنة 2002، وتحصلت الجزائر على نقطة واحدة سنة
1986 بعدما صنعت الحدث في مونديال 1982 عندما فازت على ألمانيا وتشيلي.
كل هذه النتائج والمشاركات لم تحرك مشاعر الأوصياء على العروبة و الكرة
العربية ولم تثر فيهم الغيرة على أحوالها التي لم تتغير ولم تتحسن مع مرور
السنين، وهاهم اليوم يظهرون في ثوب الفقهاء والعارفين بشؤون الكرة وما يجب
أن يفعله سعدان، ويفعله المنتخب كي يحفظ ماء الوجه ويشرف العرب ويفوز على
انجلترا ويتأهل إلى الدور الثاني.
إن الجزائر حتى وان فازت بكأس العالم فان الأمر لن يكون أبدا مقياسا أو
معيارا لتطور الكرة الجزائرية والعربية لأننا ما زلنا بعيدين بعد السماء
عن الأرض عن المستوى العالي والتفكير الاحترافي، وإعلامنا لا تزال تحركه
المشاعر والعواطف، وجماهيرنا لا تزال تحت تأثير ألسنة وأقلام تتحمل الجزء
الأكبر من مسؤولية ما تعيشه الكرة العربية من تخلف وتدهور رغم الملايين
التي تصرف عليها منذ أمد بعيد.