[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كثـر الحديث، منذ سنوات، عن مشكل غزو الهوائيات المقعرة ''البرابول'' لأسطح وشرفات المنازل والعمارات وما انجر عن ذلك من تشويه مسّ جمال المحيط وأعطى منظرا غير لائق للمدن، فاهتدى السيد الأسعد بوعيشة، من مدينة أولاد جلال ولاية بسكرة، إلى الرسم على الهوائيات للتقليل من تشويهها للمنظر العام.
استطاع المعني أن يحول ''البرابول'' من مجرد صفيحة حديدية مقعرة إلى لوحة فنية جميلة من خلال أغطية من قماش تحوي رسومات فنية مختلفة توضع حول الهوائيات المقعرة دون التأثير على عملية الاستقبال، وهذه الطريقة الفريدة من شأنها جعل الشرفات وأسطح المباني تتحول إلى شبه معارض فنية مفتوحة وعلى مدار السنة.
وعن هذه الطريقة قال محدثنا إن فكرته تعود لعدة سنوات، حيث زار الجزائر العاصمة صيفا واضطرته الظروف للمبيت بأحد الفنادق، وأثناء فتح شباك غرفته أثار انتباهه تواجد كمّ هائل من الهوائيات المعلقة بطرق فوضوية وغير حضرية على أسطح البنايات ومنها بنايات ذات طابع معماري قديم قدم الجزائر وتاريخها. ولأن هذا المشهد ظل غير لائق بمدينة كالعاصمة أو غيرها، فإن السيد بوعيشة لم يكتف بالنقد بل فكر في البحث عن حل يقضي على الظاهرة، فتوصل إلى فكرة الرسم على الهوائيات المقعرة التي عرضها وشرع في نشرها سنة .2000
ورغم الترحيب بهذه الفكرة واحتضانها، إلا أن صداها لم يتوسع بالشكل الكافي وتوقفت في بدايتها لتكاليفها الباهظة. ورغم خيبة الأمل التي أصابته إلا أنه لم يتوقف عن البحث، حيث طور فكرته الأولى ليتوصل أخيرا إلى فكرة جديدة تتمثل في إنجاز غطاء قماشي خاص يوضع حول الصحن المقعر. والقماش ذو نوعية خاصة تـُطبع فيه صور ورسومات مختلفة لمناظر طبيعية أو أشخاص أو غيرها، كما تقبل هذه الأغطية القماشية أيضا حمل مختلف الشعارات والومضات الإشهارية الخاصة بمختلف المؤسسات والهيئات بما فيها متعاملو الهاتف النقال.
ومن مزايا هذا الغطاء، كما يقول مبدعه، أنه سهل التركيب وتكلفته الإجمالية لا تتجاوز 200 دينار، وإذا تم تدعيم هذا الابتكار فإن تكلفته وسعره قد ينخفض ليصبح اقتناؤه في متناول الجميع، وفي حال تحقق ذلك فإن السيد بوعيشة يتوقع أن تتحول المساكن عبر المدن والقرى وفي ظرف قياسي إلى معارض فنية مفتوحة تعكس مناظر جميلة وصورا متنوعة تعوض تلك المشاهد التي طالما شوهت الوجه الخارجي للبنايات.
وأضاف محدثنا أنه استطاع، لحد الآن، إنجاز العديد من النماذج التي يحتفظ بها داخل منزله في انتظار أن يجد من يدعمه من مؤسسات أو هيئات قصد إبقاء هذا الابتكار جزائريا، ومن ثم تعميمه طالما أنه يمثل، حسب صاحبه، الحل الأنسب والأرخص تكلفة للتخلص من منظر الهوائيات المقعرة المنتشرة في كل مكان.
المصدر : الخبر