السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
اي طفل صغير في مراحله الاولى من حياته مهيء للتعلم والابداء وتنمية قدراته القيادية والابداعية وغيرها كثير وتتجلى هاته القدرات من خلال حديثه مع الاخرين ولعبه وطريقة تفكيره...
...ما يحتاجه الطفل في هده المرحلة هو الالتفات اليه والاعتراف بقدراته واضافة لمسات حنان والرفق به وعدم اشعار الاخرين بالغيرة منه او السخرية من انجازاته او اخبار الاخرين بتطورات الطفل من باب استجلاب الضحك والفكاهة..الخ
...هنا الولد لا شعوريا تتراجع اهتماماته بتطوير نفسه ويبقى عنده نوع من الاستسلام للياس خاصة تجاه والديه ويعتقد جازما في نفسه ان والديه لا يريدان تطوره وايساع مداركه ...
هنا يبحث الولد عن بديل عنهما...فلا يجد الا اقرانه ...
وبما ان اصدقاؤه من اهم المهتمين به بسبب الاهتمام المشترك بين الاولاد اي بين بعضهم البعض...فان الافعال اتي يعملونها غالبا لا تخضع للمنطق ..لان الرقيب لا يميز...اقصد ان الولد ادا ما كسر نافدة فانه يلقى الاهتمام والتشجيع من اصدقائه..وهكدا...حين رجوع الطفل الى البيت يامره والده بمراجعة دروسه من باب عقاب له على تاخره او فعل سلبي ما..هنا الولد لا شعوريا يربط المراجعة المنزلية وانجاز الواجبات المدرسية كنوع من انواع العقوبات المسلطة عليه...لكن الولد يعي جيدا في اعماقه ان الدراسة تمثل له امر هام وكجزء لا يتجزء من حياته المستقبلية...ولكنه يتعرض الى ضغوط من والديه بطريقة سلبية كما اشرنا سابقا..تعويض والديه باصدقائه ...بالاضافة الى بحثه عمن يهتم ويعترف ويسمع بشغف الى انجازاته ...
ولا اقصد هنا اهمال دور الوالدين في ممارسة الضغوط ولكن يجب ان تكون في اوقات متباعدة ولاسباب واضحة وليس كعادة منهما...هنا حينما يدهب التلميد الى القسم يجد تشابه بين القسم والبيت ..
الزملاء يمثلون الاخوة و المعلم يمثل احد الوالدين...وبما ان الولد يعاني الكبت في البيت فانه لا شعوريا يجد فرصة نادرة لتخريج الكبت بقوة...حيث انه يمارس كافة انواع الشغب في القسم من اجل لفت انتباه المعلم والتلاميد...
وادا ما كان المعلم صارم هنا يزداد شبها بالوالد ولدلك ينطوي التلميد ولا يستطيع استيعاب الدروس..لان الامر فوق طاقته..لكن السؤال المطروح هو.. احيانا حينما يخرج الاستاد من القسم تحدث الفوضى ..الفوضى موجهة لمن...ومن يجب عليه الالتفات الى فوضى التلاميد...انه المعلم الدي يدرس التلاميد في القسم المجاور ...اي الاولاد يصرخون ويتحدثون بصوت عالي لاثارة الاساتدة الاخرين في الاقسام المجاورة....هل الضرب ينفع..بالطبع لا...بدليل تجارب الاساتدة مع الاولاد ..
لا تكون نتيجة الضرب الا كسب الصمت فقط....
ان الدور الدي يجب ان يفعله المعلم او الاستاد في القسم هودور مساعدة الولد في تفريغ الكبت الداخلي اولا بطريقة بسيطة ثم يضع الاولاد في الواقع...مثلا..يجمع المعلم التلاميد المشاغبين والمتاخرين دراسيا ...في قسم خاص..استدراك مثلا بعدها يتحدث معهم في موضوع خارج المنهاج الدراسي ..يكون الحديث جماعي ويلهب فيهم نشوة الحديث والكلام وقليل من الفوضى.بعد ذلك يعطيهم تمارين خاصة بتمرين الذهن "التفاصيل موجودة في هذا القسم"..بعد حصص مشابهة يلاحظ هدوءهم النسبي وميلهم الى حديث عادي هادىء...بعدها ينتقل المعلم الى مرحلة اخرى يامرهم المعلم باستخراج اوراق ويكتبون ما يشاؤون كتابته ..رسم طائرة علم الجزائر نسر...كتابة جملة بحروف كبيرة....المهم خربشات...ويطلع عليها المعلم ويهتم بها ..ويعدهم انه سيعطيهم نقاط عليها ....
بعد عدة حصص يلاحظ المعلم ميل بعضهم الى الدروس الموجودة في المحفظة...لان التلميد هنا يريد ان يصيب عصافير بحجر....يراجع دروسه ليكسب نقاط مستعجلة من المعلم ويكتسب نقاط من الامتحان...استغلال اهتمام المعلم الخاص بهم واعترافه بانجازاتهم ...شعورهم باهتمام المعلم بهم على حساب التلاميد النجباء والعاديون...وننوه هنا ان بقية التلاميد الدين لا يحضرون القسم الاستدراكي يجب مراعات شعورهم بدهاء ..وتعويض النقاط لهم بالعدل...
وان شاء الله يصبح جميع من في القسم كلهم نجباء