هل لا تزال عودة فلسطين حلما قابلا للتحقيق في عصرنا الحالي ، أم هو حلم من أحلام يقظتنا يجب أن نصحوا على الحقيقة المرة التي نأبى أن نصدقها ...
.
ما يدفعني الى هذا الحديث هو تعبير جديد بدأنا نسمعه في الاعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء وهو اصطلاح ( فلسطين التاريخية ) وهو أصلا اصطلاح استعماري بريطاني موجود في الوثائق البريطانية ولكننا بدأنا نحن بتداوله لاننا بدأنا باقتطاع أجزاء من فلسطين من عقلنا وأصبحنا بفضل بعض زعمائنا نعتقد أن فلسطين التي احتلها الصهاينة في عام 1948 اصبحت مجرد حلم مضى وتاريخ قد يصلح وقد لا يصلح تدريسه حتى لاطفالنا وأن فلسطين فعليا لم تعد تتعدى قصة جميلة قديمة عن القيم والجهاد والاحلام والمثل العليا وهذا كله اصبح من الماضي الجميل ....
الصهاينة وخلال نومنا الطويل المشابه لنوم اهل الكهف استطاعوا الاستيلاء على ارض بارك الله حولها وبثمن بخس بعد ان كانت توقعات الكثير منهم تنتظر الفشل الذريع بسبب اعداد العرب والمسلمين الهائلة فاذا بهم يجدون تعاونا من بعضنا كفل لهم مناوشات مريحة كانت كافية لاستيلائهم على جميع فلسطين حتى قبل ان يكونوا هم انفسهم مستعدون لذلك مما ترك مناطق واسعة من الاراضي التي احتلوها في 1967 بدون تغطية عسكرية وهذا سمح لكثير من السكان بالعودة عدة مرات الى بيوتهم لاحضار ممتلكات لهم وبسهولة وخاصة خلال السنة الاولى من احتلال الضفة .....
مفاتيح كثيرة لبيوت اصبحت اثرا من الماضي لا زال الفلسطينيون يحملونها ويتوارثونها من جيل الى جيل ، وبعد مرور هذه السنوات الطويلة وبعد ان اقترب معظم مواليد فلسطين الذين رحلوا عنها في النكبة الأولى من الرحيل عن هذه الدنيا أيضا ، بعد هذا كله لم يقترب حتى الان حلم العودة من التحقيق ، بل على العكس من ذلك يزداد بعدا حتى يكاد ان يصبح سرابا لا يبقيه سوى الامل بالله وحده أن كلمة المسلمين ستعود يوما من الايام وأن بطلا ما ستنجبه ام مؤمنة سيقود جحافل الحق الى التحرير في يوم تاريخي نستعيد فيه ، فلسطين ، تاريخية كانت أم غبر تاريخية ، ففلسطين كانت وستبقى وطن الحلم ..والحقيقة.