مباراة مصر والجزائر رياضية أم حربية
تاريخ النشر : 2010-01-26
مباراة مصر والجزائر .. رياضية أم حربية .؟؟
يوم الخميس القادم الموافق 28 يناير 2010 سوف يتقابل منتخبى مصر والجزائر فى لقاء مصيرى بأنجولا فى نصف النهائى لكأس أفريقيا والفائز فى المبارة يصعد للدور النهائى .
هنا نتوقف قليلا ونحن نستمع لكلا رأى مسئولى الطرفين ..
فى الجانب المصرى صرح رئيس الآتحاد المصرى ـ سمير زاهر ـ بأن المباراة بين شقيقين فى العروبة والدين وأنها مجرد مباراة رياضية والتنافس الشريف مباح بينهما .
وعلى الجانب الثانى صرح رئيس الآتحاد الجزائرى ـ روروة ـ بأن المباراة أثبات للذات وأن وصول الجزائر لكأس العالم ليس ضربة حظ أو نتيجة ارهاب كما أدعى المصريين .
وعلى صعيد أخر بدأت أبواق الإعلام الرنانة فى البلدين تنحى منحى أخر .!!!
أخذ البعض يطالب بالثأر وفتح الجسور الجوية للجماهير المصرية التى تتكالب مندفعة على السفارة الانجولية فى القاهرة لآستخراج تأشيرات الخروج .؟؟؟
ومن الواضح خلال شهود عيان أن تلك الجماهير هى عاشقة الرياضة والمشجعين الآصليين وليسوا فنانين أو دعاة بانوراما أو بروباجندا لذوات القمصان المنشاة والكارفتات .؟؟
وعلى الجانب الثانى الجزائرى بدأت بالفعل الجسور الجوية تعبئ من جديد جماهير الأحراش الجزائرية ومن عنابة وتيزى أوزو أصحاب موقعة أم درمان الشهيرة فى الخرطوم .؟؟؟
أما عن منشتات الصحف وتخاريف المحررين فى كلتا البلدين فحدث بلا حرج .!!!!!!
وهكذا فى يوم وليلة بدات الآستعدات فى شحن جماهير كلتا الدولتين لرؤية المباراة .؟؟؟
بالقطع كلا الجانبين أخذ حذره ووضع كافة الترتيبات لكى لا يباغت مثلما حدث سابقا .!!
بالقطع كلا الجانبين وضع أمام نصاب عينيه ماسوف يحدث قبل وأثناء وبعد المباراة .؟؟
بالقطع كلا الجانبين فى المقام الآول وضع فى أعتباره الفعل ورد الفعل لمجريات الآحداث.!!
وبالمثل شدد الآمن الداخلى فى أنجولا أعلى درجات الآستعدادات تأهبا وتحسبا لما سوف يحدث وتجرى من خلاله مجريات الآمور وخصوصا بعد الآحداث المؤسفة التى حدثت للمنتخب التوجولى بأطلاق الرصاص على اللاعبين وانسحاب الفريق من البطولة .؟؟؟؟
هل ذلك هو الوضع الطبيعى والمنطقى لفريقين أشقاء يستعدا لخوض مباراة هامة فى المعترك الآفريقى يطالعها العالم أجمع .؟؟؟
أى نعم أن تلك المباراة لها من الآهمية مايفوق المباراة السابقة التى كان الفائز فيها سوف يمثل بلاده شرفيا بين أساطين اللعبة ويعود سريعا خالى الوفاض .!!
أما تلك المباراة فهى تحمل علامات الجودة فى ( كأس أفريقيا ) وبالتالى الفائز سوف يصعد إلى الدور النهائى فى مباراة الآحد 31 يناير 2010 والمهزوم سوف يلعب على المركز الثالث يوم السبت 30 يناير 2010 .. فإذا كان الوضع السابق فى مبارة التمثيل الشرفى قد حدث بها كافة تلك المصائب وماتلاها من كوارث آدمية ومادية ومعنوية .. فما بال مباراة بها اللقب الحقيقى والتتويج الفعلى لبطل أفريقيا الذى حمله الفريق المصرى ثلاث مرات وحمله الفريق الجزائرى مرة واحدة .؟؟؟
فما بال فريق مصر الذى يدافع عن لقبه الذى يحمله للمرة الثانية على التوالى وفريق الجزائر الذى لم يحمله منذ عشرون عاما يوم أن فاز به عام 1990 .؟؟؟؟
تلك هى الحقائق دون تمويه أو تزييف أو مداهنات أو رياء أو نفاق .!!
لقد جندت الآبواق الإعلامية فى كلا الطرفين كافة برامجها من أجل تلك المباراة الهامة بكلمات مدهونة بسم زعاف فتسمع المنمقات وتشاهد الهمزات واللمزات .؟؟؟
لذلك لابد من تحرك سريع من قبل الجانبين سياسيا أولا قبل أن يكون رياضيا ثانيا .
لابد من اصدار أوامر عليا من قبل الرئيسين ( مبارك ) و ( بوتفليقة ) أن يتكاتف وزيرى الرياضة ورؤساء أتحاد البلدين معا يدا بيد أمام منصات الإعلام فى دعوة للحب الآخوى بين أشقاء عرب وأعتبار المباراة مبارة رياضية بها كل التنافس الشريف .
لابد من اصدار أوامر عليا من قبل الرئيسين ( مبارك ) و ( بوتفليقة ) أن يتكاتف وزيرى الرياضة ورؤساء أتحاد البلدين معا يدا بيد أمام الجماهير وأن ينزل الفريقين أرض الملعب يدا بيد فى بانوراما أستعراضية عربية لآثباط عزيمة الشحن الغلوى .
إن حدث ذلك وشاهدت ألاف الجماهير المصرية والجزائرية هذا الآستعراض الآخوى الشريف سوف تهدأ النفوس المشحونة الثائرة الغاضبة والمترقبة لكل المستجدات .
وسوف تمر المباراة مرور الرياضيين الشرفاء كما حدث فى مباراة ( أنجولا وغانا ) عندما تغلبت غانا على أنجولا صاحبة الآرض فصفقت كافة الجماهير الآنجولية الغفيرة للفريق الفائز ولم يخرج أحدا مطلقا عن المألوف .!!!
نأمل ذلك ونأمل أن يتبادل اللاعبين باقات الزهور قبل المباراة وأن يتبادلا الفانلات بعد المباراة كما يحدث فى المعتركات الآجنبية .
وإن لم يحدث ذلك شكلا ومضمونا .. فما على الآتحاد الدولى والآتحاد الآفريقى سوى أن يتدخلا سريعا خلال الساعات المقبلة ليتم تحجيم المباراة جماهيريا ..
سواء إن كان بأقامة المباراة بدون جماهير ..
أو أقامة المباراة بالجماهير المتواجدة حاليا فى أنجولا ومنع الجسور الجوية بين البلدين أصحاب المباراة المصرى والجزائرى .
نأمل أن لا يحدث ذلك ولكن عظيم النيران من صغار الشرر فإن لم نحترز من الآن ونحترس من كافة العواقب المرتقبة فسوف تكون العاقبة وخيمة ووبالا على الطرفين .
ويقول الله تعالى في كتابه العزيز لمن يسعى فى الآرض فسادا ..
( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
قولوا ياأخوة العرب كما قال الآقدمون ..
( فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
لا ترتكنوا إلى الشيطان ..
( لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )
لا تكونوا ياأخوة العرب كما كان بعض الآسلاف الآقدمون ..
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ )
كونوا أخوة أشقاء ياجماهير مصر والجزائر .. كونوا أخوة أشقاء يالاعبى مصر والجزائر
فالتتويج عربى والعرس عربيا سواء إن كانت مصر أو الجزائر .
لا تلقوا بينكما بالعداوة ولا تسعون فى الملعب فسادا فتكونوا مثل القوم الملعونين ..
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
ولله الآمر من قبل ومن بعد
الكاتب
سيد جمعة من جريدة دنيا الراي[img][/img]