الديوان : ( سيبقى الحب سيدي )
قصيدة : إلى سمكة قبرصية.. تدعى تامارا..
شكراً يا تامارا
باسم هذا الخاتم المشغول بالفيروز..
شكراً يا تمارا
باسم هذا الدفتر المفتوح للضوء.. وللشعر..
وللعشّاق..
شكراً يا تامارا
باسم أسراب من النورس كانت
تنقر الحنطة ً من ثغرك..
شكراً يا تامارا
باسم كلّ القبرصيين الذي اكتشفوا
اللؤلؤ الأسود في عينيك..
شكراً يا تامارا
باسم أحزاني التي ألقيتها في بحر بيروت...
وأجزائي التي أبحث عنها..
في زوايا الأرض ليلاً ونهارا...
ألف شكر ٍ.. يا تمارا.
إصهلي.. يا فرس الماء الجميلة
إصرخي.. يا قطة الليل الجميلة
بلليني برذاذ الماء والكحل..
فلولاك لكانت هذه الأرض صحارى..
بلليني.. بالأغاني القبرصية
ما تهمّ الأبجديّات.. فأنت الأبجدية..
يا التي عشت إلى جانبها العشق.. جنوناً
وانتحاراً..
يا التي ساحلها الرمليّ يرمي لي..
زهوراً.. ونبيذاً قبرصياً.. ومحارا..
لم يكن حبّ تامارا..
ذلك الحبّ الروائيّ، ولكن
كان عصفاً ودمارا..
لم يكن جدول ماءٍ
إنما كان انفجارا
لم يكن حباً صغيراً..
فقد احتلّ بلاداً.. وشعوباً.. وبحارا..
كلّ أمجادي سرابٌ خادعٌ
ليس من مجدٍ حقيقي ٍ..
سوى عيني تامارا..
ما الذي يحدث تحت الماء في جلد تامارا؟
فهنا.. الأحمر يزداد احمرارا..
وهنا.. الأخضر يزداد اخضرارا..
ما الذي يحدث في عقلي.. وفي عقل تامارا؟
سمك الدولفين يرمي نفسه..
كالمجانين يميناً.. ويسارا..
سمك الدولفين يدعوني لكي أقفز في الماء..
وفي مملكة الأسماك..
لا أملك رأياً أو خيارا..
عبثٌ.. أن يسأل الإنسان عن ماضيه أو حاضره،
عندما يتخذ البحر القرارا...
يا تامارا..
أنت في قبرص كبريت.. وشمعٌ
وأنا موسى الذي أوقد تحت الماء نارا...