تزوجت حديثا وقد قطعت وعدا على نفسي ان اكون صريحا وفصيحا بلا لف ولا دوران . ومع دخول ايام البصل كما يسميها البعض وهي التي تاتي
عقب شهر العسل صرت اخرج مع زوجتي واتجول بين المحال والاسواق والاماكن العمومية ووو... مما جعلها تتعرف على المدينة التي أسكنها خصوصا وانها من مدينة بعيدة .
كنت في كل مرة ألتقي فيها بامراة اعرفها ولا يهم من تكون سواء سيدة او آنسة أو عجوزا وأيا كانت رفقتها فلا اتردد في إلقاء السلام خصوصا وان نظراتهم كانت وكانها تقول مبارك لك يا كمال رفيقة العمر . طبعا القليل يعرف من تكون رفيقتي هاته ولكن الكثير يجهل وهذا ما جعلني أبدو محرجا في كثير من المواقف فمع مرور الأيام وتعدد الخرجات والوجهات عرفت بل ايقنت ان الحديث مع امراة ولو بإلقاء السلام ومع رفقة الزوجة سيسبب المشاكل لا محال.
زوجتي لم تكن معترضة على طريقة معاملتي للناس وتحديدا العنصر النسوي رأت انها طريقة حضارية ومحترمة والكلام الطيب لا يأتي إلا بطيب . إلى حد الآن الأمور على ما يرام . ولكن لحظة قالت لي أنها لو صادفت زميلا لها في العمل مثلا او مدير المؤسسة التي كانت تعمل بها فهل سأكون حضاريا في رد فعلي لو ألقت عليه السلام .
الأكيد ان الرجل لن يقبل بتلك المعادلة لست ادري من أي منطلق او من اي عقيدة يستنبط ذلك ولكن الذي انا متاكد أننا غير عادلين في علاقتنا مع زوجاتنا بل مع المراة عموما . فقد استنجت من هاته القصة البسيطة والطريفة ان للمراة مشاعر اكبر من الغيرة بل لا تعرفها إلا المراة. والرجل من منطلق استعلائه الدائم على المراة فهو يرى ان كلامه مع امراة اجنبية هو امر بسيط لا يستدعي حالة الطوارىء ويرى كلام زوجته مع رجل اجنبي حالة غير مقبولة
أثرت تلك القصة باختصار لأخوض في النهاية وبطرح إشكالي في السؤال التالي / الجميع -وهنا انا اكلم الرجال امثالي -أحبوا الكثير من القتيات ولكن كل رجل ينال زوجة واحدة والعكس الفتاة تعتبر اكثر انظباطا في علاقتها بالرجل فهي تحب رجلا واحدا وقد لا ترضى الأقدار به فيتاخر زواجها او تبقى عازبة أو تتزوج مرغمة رجلا آخر ولكن تبقى سمة الوفاء لديها أكثر من الرجل.
طرحت علي زوجتي السؤال التالي . هل احببت قبلي فتاة ولم تشأ الأقدار ان تتزوجها ؟؟؟ فأجبتها وانا مندهش لدقة السؤال فهو في الصميم . طبعا احببت ولكن كان حبا صادقا منطلقا ومنتهيا ومنضبطا بمحبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وهذا الحب انواع فمن قبل احببت فتاة متخلقة وطيبة ولكنها توفيت بسبب مرض خبيث أصابها -رحمة الله عليها - ولم اكن سأتردد في الزواج بها ومنذ اشهر قبل ان اعرفك تعرفت على فتاتين عبر النت ووصلت الامور لنهاية درامية ولكن الآن ومع رحلة بحثي عن رفيقة العمر وجدتك امامي تنتظرين رفيق درب وقد شاءت الأقدار ان اكون الرفيق . على انني بعد الأرتباط لا أكون إلا وفيا لك وصادقا معك ودعائي لكل فتاة عرفتها وأحببتها ان تكون سعيدة مثلك تماما
برأيكم هل ستقنعها تلك الإجابة ؟؟ هل تسيطر الغيرة على المراة كما يقول الرجال دائما؟؟؟ أم هل هي المخلوق الأضعف على كوكب الأرض؟؟ هل الرجال ساديون ؟؟؟
من جهتي أنا مقتنع بكلام كل زوجة تتحدث مع زوجها عن بعض خصوصياته ولكن هل توجد خطوط حمراء لذلك ؟ أقصد هل يمكن ان تكون الصراحة والحقيقة المطلوبة من كلا الجانبين ضرورية ؟؟ هل منطلقها هو تعزيز العلاقة ام التشكيك فيها ؟؟--------------يتبع