'شريان الحياة' تصل غزة بعد مواجهات في العريش ورفح

مقتل شرطي مصري وعشرات الجرحى من المصريين والفلسطينيين والبريطانيين
'شريان الحياة' تصل غزة بعد مواجهات في العريش ورفح



شهدت العلاقات المصرية الفلسطينية تدهورا امس عندما قتل شرطي مصري برصاص فلسطيني الاربعاء على الحدود بين مصر وقطاع غزة واصيب تسعة اخرون وعشرات الفلسطينيين في مواجهات اندلعت اثناء تظاهرة نظمتها حركة المقاومة الاسلامية حماس قبيل دخول قافلة شريان الحياة الى غزة.
وكانت مواجهات اندلعت بين الشرطة المصرية وعشرات الناشطين من القافلة مساء الثلاثاء ما ادى الى جرح 15 شرطيا مصريا و55 ناشطا معظمهم بريطانيون.
واعربت حركة حماس عن 'اسفها الشديد' للمواجهات التي شهدها معبر رفح، ودعت الى وقف الحملات الاعلامية التي تؤدي الى 'تعميق الازمة'.
وقالت مصادر امنية مصرية ان الشرطي احمد شعبان (21 سنة) اصيب بطلق ناري جاء من الشطر الفلسطيني لمدينة رفح الحدودية وتم نقله الى المستشفى في رفح حيث فارق الحياه فور وصوله.
واضافت المصادر المصرية ان تسعة اخرين اصيبوا بجروح طفيفة نتيجة القاء متظاهرين فلسطينيين الحجارة عليهم.
واعلنت مصادر طبية في غزة ان خمسة فلسطينيين اصيبوا بجراح 'خطيرة اثناء التظاهرة برصاص الامن المصري كما اصيب 15 اخرون نتيجة الضرب والغاز المسيل للدموع وتم نقلهم الى مستشفى ابو يوسف النجار برفح'.
واضافت المصادر نفسها ان عشرين فلسطينيا اخرين 'اصيبوا بجروح طفيفة تمت معالجتها ميدانيا'.
واكد مسؤول امني مصري ان المواجهات اندلعت عندما تجمع مئات الفلسطينيين على الجانب الاخر من حدود مصر مع قطاع غزة واخذوا يرشقون رجال الشرطة المصريين بالحجارة فيما كانوا يرددون هتافات احتجاجا على عدم دخول قافلة المساعدات التي ينظمها النائب البريطاني جورج غالاوي الى قطاع غزة.
وفي الجانب الفلسطيني من الحدود، افاد شاهد عيان ان نيران متقطعة اطلقت اثناء المظاهرة باتجاه برج مراقبة مصري.
كما قال شهود ان المتظاهرين الفلسطينيين رددوا هتافات منها 'حسبنا الله ونعم الوكيل'، وهم يرفعون رايات حماس الخضراء وقام عدد منهم برشق الجنود المصريين الموجودين على الحدود بالحجارة، فرد الامن المصري باطلاق النار في الهواء واطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على الشبان.
وافاد شهود عيان ان عناصر من الامن الوطني والشرطة التابعين لحماس قاموا بتفريق المتظاهرين بالهراوات ومنعوهم من الوصول الى الشريط الحدودي.
وكان 55 شخصا جرحوا مساء الثلاثاء في مدينة العريش المصرية (على بعد 50 كليومترا من الحدود مع غزة) في مواجهات وقعت بين الشرطة المصرية وناشطين مؤيدين للفلسطينيين يشاركون في قافلة 'شريان الحياة'.
وكانت القافلة،التي تحمل مساعدات الى قطاع غزة، وصلت الاثنين الى العريش لكنها لم تتحرك باتجاه غزة بسبب خلافات بين منظميها وبين السلطات المصرية التي رفضت دخول 59 شاحنة مؤكدة انها لا تحمل مساعدات طبية او انسانية.
من جهته، اعتبر سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس ان'الاحداث التي جرت على الحدود المصرية الفلسطينية مؤسفة'، وقال 'نحن لسنا معنيين بأي توتر على الحدود'.
وتابع 'ان اطلاق النار من الجهة المصرية ادى الى هذا الحجم من الاصابات لدينا'.
واكد ابو زهري وجود 'حالتي موت سريري' بين الجرحى، ولكن لم يتسن تأكيد ذلك من مصادر طبية.
واعرب القيادي في حماس صلاح البردويل كذلك في بيان عن 'اسفه الشديد' للاحداث التي وقعت على الحدود ولكنه دعا 'الأخوة في القيادة المصرية إلى إعادة النظر في موضوع بناء الجدار الفولاذي باعتباره يشكل أزمة حقيقة على المستوى الإنساني والمستوى السياسي للشعب الفلسطيني'، كما طالب القاهرة بـ'فتح معبر رفح لوصول البضائع والأفراد'.
واعلنت وزارة الداخلية في غزة عن فتح تحقيق في ملابسات احداث رفح ودعت السلطات المصرية للقيام بالمثل.
وبدأت مصر قبل بضعة اسابيع في تشييد جدار فولاذي تحت الارض على حدودها مع قطاع غزة لمنع حفر الانفاق التي تستخدم لتهريب كافة انواع السلع الى قطاع غزة.
واحتجت حركة حماس على بناء هذا الجدار معتبرة انه سيؤدي الى 'خنق' مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي منذ سيطرة حماس عليه في حزيران/يونيو 2007.
وكان النائب عن حركة حماس مشير المصري قال في كلمة امام المتظاهرين 'جئنا اليوم لنعلي الصرخات وان نقول كلمتنا بكل ثقه بنصر الله نقولها صريحة لا الرصاص المصبوب والجدار المصبوب يمكن ان يفرض على شعبنا تراجعا او تقهقرا او استسلاما او رفعا للرايات البيضاء فنحن قوم لا نركع الا لله'.
واضاف المصري 'نقولها صريحة، كل محاولات الاعداء والاصدقاء التي حاولت ان تبتزنا وان تنتزع مواقفنا من خلال حرب ضروس ومن خلال فوضى امنية ومن خلال فرض حصار شنيع ومن خلال فولاذ مسكوب (في اشارة الى الجدار الذي تبنيه مصر) كل ذلك لم يفرض على حماس وعلى شعبنا الفلسطيني المجاهد اي تراجع'.
واكد مسؤول امني مصري انه تم الاربعاء ارسال مئات من رجال الشرطة لتعزيز قوات الامن الموجودة على الحدود مع قطاع غزة كما تم ارسال سيارات اطفاء مزودة بخراطيم مياه وسيارات اسعاف تحسبا لاي محاولة قد يقوم بها سكان قطاع غزة لاقتحام الحدود وما قد ينجم عن التظاهرات على الجانب الفلسطيني.
وسمحت السلطات المصرية مساء امس الأربعاء بدخول قافلة 'شريان الحياة 3' الأوروبية التضامنية إلى قطاع غزة وذلك عن طريق معبر رفح الحدودي مع مصر.
ونقلت المصادر عن عضو البرلمان التركي وأحد أعضاء المجموعة التفاوضية من القافلة محمد بتوك قوله إنه 'سيتم أرجاء إدخال 40 سيارة الى قطاع غزة لتقوم مصر بإدخالها لقطاع غزة خلال شهرين وبضمان من دولة تركيا'.
وكان في استقبال القافلة عدد من المسؤولين في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس وعدد من قيادة الحركة وعشرات الفلسطينيين الذين احتشدوا وهم يحملون اللافتات المرحبة بأعضاء القافلة بانتظار خروج أعضاء القافلة من المعبر الذي أعيد تشغيل بشكل مؤقت من قبل السلطات المصرية.
ويأتي وصول قافلة 'شريان الحياة 3' إلى غزة بعد ساعات من اشتباكات بين عناصرها وقوات الأمن المركزي المصري على أعضاء القافلة في ميناء العريش في شبة جزيرة سيناء.
وأمضى أعضاء القافلة التي يقودها النائب البريطاني جورج غالاوي ثلاثين يوماً من أجل الوصول إلى غزة التي يحيي سكانها الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي.
وسيتم تجميع المتضامنين في معبر رفح ومن ثم ستتوجه الى غزة لتسليم المساعدات التي بحوزتها للحكومة المقالة والجمعيات الخيرية.
وفي وقت سابق دخلت ثلاثة وفود تركية وليبية تضامنية إلى قطاع غزة بعد سماح السلطات المصرية لها بالدخول عبر معبر رفح.
وقال مسؤول امني: إن وفداً تركياً مكونا من ثمانية عشر شخصا عبروا إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح الذي ظل يعمل رغم الأحداث التي وقت قرب الحدود في وقت سابق.
وذكر المسئول أن اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود استقبلت الوفد التركي الذي يضم خمسة برلمانيين واصطحبته إلى مدينة غزة لإطلاعه على حجم الدمار وأثار الحصار الإسرائيلي المفوض على القطاع منذ ثلاثة أعوام.
وقال أحد أعضاء الوفد، في مؤتمر صحافي عقد داخل المعبر، 'جئنا من العاصمة التركية اسطنبول لدعم القضية الفلسطينية'.
على صعيد متصل، قررت مصر استمرار فتح ميناء رفح البرى غدا لليوم الخامس على التوالي لعبور الفلسطينيين العالقين من الجانبين تسهيلا على الطلبة والمرضى والحالات الإنسانية فى قطاع غزة.
وذكر مصدر مسؤول أن قرار استمرار فتح ميناء رفح البرى يأتى فى إطار جهود مصر للتخفيف عن الفلسطينيين وتسهيل عبورهم من والى قطاع غزة خاصة الطلاب والمرضى الذين أنهوا فترة علاجهم بالمستشفيات المصرية أو الطلاب الدارسين فى الداخل وغيرهم من الحالات الانسانية.



المصدر : جريدة القدس العربي.