10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط ، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا ، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة ، بمعنى أن يكون الزمن خاصا .
نحو : الحفل ليلة الخميس . والسفر يوم الجمعة . والعطلة بعد ظهر الأربعاء .
وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة . نحو : السفر حينا . والرحلة دهرا .
كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا ، وذلك حين تتم الفائدة ، ولتمام الفائدة شروط هي :
أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت .
نحو : نحن في يوم شديد الحرارة .
أو يتخصص بعلمية . نحو : نحن في رمضان .
أو بإضافة . نحو : نحن في يوم الجمعة .
وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في " .
ولا يعرب في حالة رفعه ، أو جره ظرفا ، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا ، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط .
ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها ، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى ، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف ، أو جره بفي ، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا .
نحو : العنب شهور الصيف ، أو في شهور الصيف .
ونحو : والبلح شهور الشتاء ، أو في شهور الشتاء .
ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا .
نحو : المدرسة صباحا . والبيت عصرا .
والتقدير : عمل المدرسة صباحا ، وملازمة البيت عصرا .
11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا :
أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر .
نحو : العطلة أسبوعٌ ، أو أسبوعاً ، أو في أسبوع . والتقدير : زمن العطلة . . .
والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى . نحو : السفر يومٌ .
ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان ، تعين رفع الخبر .
نحو : شهر الصوم رمضان . وأول العام الهجري المحرم .
ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور ، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب .
نحو : العيد اليوم . والجمعة اليوم . والسبت اليوم .
وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع .
ومنه قولنا : اليوم يومك . لتضمنه معنى : شأنك الذي تذكر به .
د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات ، أو معنى ، وكان متصرفا ، ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فاعل ، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه .
نحو : الرجال جانب ، أو جانبا . والنساء جانب ، أو جانبا .
برفع جانبا ونصبها .
ونحو : المسجد أمامك . والحديقة خلفك . برفع أمامك ، أو خلفك ، أو نصبهما .
ومثال وقوعه عن معنى : العلم ناحيتك ، والعمل ناحيتك .
برفع ، أو نصب ناحية .
12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو : قولي : السلام عليكم .
ونحو : حديثي : احذروا العملاء .
يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان :
الأول : أن نعرب الجملة مفصلة ، فنقول : السلام مبتدأ ثان ، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول .
والثاني : أن نعرب الجملة أعرابا مجملا ، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها ، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية ، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد . (1)
وهذا ما يعرف بالجملة المحكية .
وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها .
كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب :
( قل هو الله أحد ) آية قرآنية .
فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكلمة " آية " خبر المبتدأ .
وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا : كتأبط
شرا ، وشاب قرناها ، وسر من رأى فتدبره .
ــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص472 .
نحو : تأبط شرا شاعر جاهلي .
ونحو : سر من رأى مدينة عراقية .
12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور .
نحو قوله تعالى : ( فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) 1 .
13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا .
نحو قوله تعالى : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) 2 .
لأكفرن جواب القسم المحذوف ، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين " .
ومنه قوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله )3 .
ومنه قول الشاعر :
جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين وإذا أتاك فلات حين مناص
وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا .
14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا .
نحو قوله تعالى : ( الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ) 4 .
الذين مبتدأ ، وجملة التشبيه " كأن لم .. " في محل رفع خبر .
وأجاز العكبري أن تكون جملة التشبيه في محل نصب حال ن والخبر جملة
كذبوا ، وإذا كان الأمر كذلك فأين صلة الموصول ؟
وإن كانت جملة كذبوا هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ن فكيف تكون في نفس الوقت في محل رفع خبر ؟
والذي أراه أن جملة التشبيه تأتي صلة في الوقت الذي لا يكون فيه اسم الموصول مبتدأ .
ــــــــــــــ
1 ـ 74 البقرة . 2 ـ 195 آل عمران .
3 ـ 60 الحج . 4 ـ 92 الأعراف .
كما في قول الشاعر :
ألا أيهذا المنزل الدارس الذي كأنك لم يعهد بك الحي عاهد
فجملة التشبيه " كان وما بعدها " جاءت صلة لاسم الموصول لا محل لها من الإعراب ، واسم الموصول في محل رفع صفة لمنزل .
أما في الآية السابقة فلا يكون الذي إلا مبتدأ والجملة الفعلية بعدة صلة لا محل لها ، وجملة التشبيه هي الخبر والله أعلم .
15 ـ ويصح وقوع الجملة الإنشائية خبرا للمبتدأ . نحو قوله تعالى :
( والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم ، هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ) 1 .
الذين : مبتدأ ، وكذبوا صلته ، وحبطت أعمالهم في محل رفع خبر .
ويجوز أن يكون الخبر هل يجزون ، وحبط أعمالهم كما يذكر العكبري (2) .
ومنه قوله تعالى : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم )3.
الذين : مبتدأ وهو اسم موصول تضمن معنى الشرط لذلك دخلت الفاء على خبر : " فبشرهم " .
16 ـ عرفنا فيما سبق أنواع الرابط في الخبر الجملة ، وأن هذا الرابط من شروطه أن يكون موجودا في الجملة . غير أنه قد يحذف في بعض الأحيان .
نحو قوله تعالى :
( أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله ) 4 .
فقد أجاز أبو حيان والعكبري : أن يكون " المؤمنون " مبتدأ أول ، كل مبتدأ ثان ، وأمن بالله خبر
ـــــــــــــ
1 ـ 147 الأعراف .
2 ـ إعراب ما من به الرحمن ج1 ص 158 .
3 ـ 34 التوبة . 4 ـ 285 البقرة .
المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف .
التقدير : كل منهم . كقولهم : السمن منوان بدرهم . (1)
ومنه قوله تعالى : ( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ) 2 .
فالذين مبتدأ أول ، وجزاء مبتدأ ثان ، وبمثلها خبر المبتدأ الثاني ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط محذوف تقديره : منهم . ومنه قوله تعالى :
( والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) 3 .
الخبر : عن ربك لغفور رحيم ، والرابط محذوف تقديره : لهم .
17 ـ يمكن الفصل بين المبتدأ والخبر .
كما في قوله تعالى : ( وهم بالآخرة هم يوقنون ) 4 .
هم : مبتدأ ، وخبره : يوقنون ، وبالآخرة متعلق به ، ولما فصل بين المبتدأ والخبر بمتعلق الخبر أعيد المبتدأ ثانيا ليتصل بخبره في الصورة .
ومنه قوله تعالى : ( وهم في الآخرة هم الأخسرون ) 5 . ومنه قوله تعالى :
( والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم ) 6 .
الذين مبتدأ ، وقيل خبره " ما لهم من الله من عاصم " وقد فصل بينهما بجملتين ،
والصحيح جوازه ، ومنعوا الاعتراض بثلاث جمل أو بأربع .
ــــــــــــــ
1 ـ البحر المحيط ج2 ص364 ، والعكبري ج1 ص68 .
2 ـ 17 ـ الإسراء . 3 ـ 153 الأعراف .
4 ـ 4 ـ لقمان . 5 ـ 5 النمل .
6 ـ 27 ـ يونس .
18 ـ قد يجر المبتدأ بحر جر زائد " الباء ومن " ، أو شبه الزائد " رب " ، فيكون المبتدأ مجرورا لفظا مرفوعا محلا .
نحو : بحسبك لقمة تقيم أودك .
39 ـ ونحو قوله تعالى : ( وهل من خالق غير الله ) 1 .
ومنه قول الشاعر :
بحسبك في القوم أن يعلموا بأنك فيهم غني مُضِر
وتزاد من مع المبتدأ بشرطين :
أ ـ أن يتقدمها نفي ، أو استفهام بهل .
2 ـ أن يكون مدخولها نكرة .
20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني :
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
الشاهد قوله : من أحد . من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مرفوع محلا مجرور لفظا .
ومنه قوله تعالى : ( هل لنا من شفعاء ) 2 .
أما الكوفيون والأخفش فيقولون بزيادة " من " دون شروط .
وتدخل " ربَّ " على المبتدأ إذا كان نكرة موصوفة ، وهذا الوصف قد يكون مفردا ، وقد يكون جملة اسمية ، أو فعلية ، وقد يكون مذكورا ، وقد يكون مقدرا معنويا .
مثال دخولها على المبتدأ الموصوف بمفرد قول امريء القيس :
ألا رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة جلجل
ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة فعليه قول سويد اليشكري :
رب من أنضجت غيظا قلبه قد تمني لي موتا لم يُطَع
ــــــــــ
1 ـ 3 فاطر . 2 ـ 53 الأعراف .
ومثال دخولها على المبتدأ الموصوف بجملة اسمية قول لبيد :
" يا رب هيجا هي خير من دمعة "
ومثال دخولها على المبتدأ النكرة التي حذفت صفتها قول هند بنت عتبة :
يا ربّ قائلة غدا يا لهف أم معاويهْ
يا ربّ باكية غدا في الباكيات وباكه
19 ـ إذا جاء الاسم المفضل الواقع بعد لا سيما مرفوعا فهو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره : هو . نحو : أحب قراءة الكتب ولا سيما كتبُ الأدب .
والتقدير : ولا مثل التي هي كتب الأدب .
20 ـ بعض المبتدآت تتضمن معنى الشرط فيقترن خبرها بالفاء ، وتعرف هذه الفاء بالفاء الفصيحة وهي زائدة ، وذلك إذا كان المبتدأ نكرة عامة . (1)
نحو : كل خير يصيبنا فمن الله ، وكل شر يصيبنا فمن أنفسنا .
وكذلك كان المبتدأ نكرة موصوفة ، أو اسما موصولا صلته جملة فعلية ، أو ظرف ، أو اسما موصوفا بالاسم الموصول ، أو بالجملة الفعلية ، أو الظرف ، أو الجار والمجرور فإنه يجوز زيادة الفاء في خبره .
فالموصول الذي صلة جملة فعليه نحو قوله تعالى :
( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) 2 .
وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) 3 .
ومثال الموصوف بالجار والمجرور فقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )4.
ومثال الموصوف بالاسم الموصول قوله تعالى :
( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح )5 .
ــــــــــــــ
1 ـ راجعها في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين ، وقلنا : تسمى بالفصيحة ، لأنها تفسح عن شرط مقدر .
2 ـ 166 آل عمران . 3 ـ 134 البقرة .
4 ـ 53 النحل . 5 ـ 60 النور .
ومما تجدر الإشارة إليه أن كل مبتدأ تضمن معنى الشرط ، أو لمح في معناه ولو إشارة بعيدة إلى معنى الشرط جاز في خبره الاقتران بالفاء .
نحو قول زينب بنت الطرية :
يسرّك مظلوما ويرضيك ظالما وكل الذي حمَّلتَه فهو ظالم .
وقد زيدت الفاء في كل أخبار المبتدآت التي فيها معنى الشرط .
نقوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار وسرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ) 1 .
وقوله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) 2 .
ولا تحذف الفاء الزائدة من أخبار تلك المبتدآت إلا إذا دخل عليها أحد النواسخ ، ما عدا " إنَّ وأن ، ولكن " فتبقى الفاء في أخبارها .
نحو قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ) 3 .
ومنه قول الشاعر :
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم ولكنَّ ما يُقضي فسوف يكون
21 ـ يكون المبتدأ في أول الجمل التالية :
الجملة الابتدائية . نحو : العلم نور .
الجملة الحالية . نحو : وصلت وصديقي ينتظر .
الجملة النعتية . نحو : رأيت لاعبا قدمه لا تخطئ الهدف .
قدمه : مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لرجلا .
الجملة الخبرية . نحو : الظلم مرتعه وخيم .
جملة صلة الموصول . نحو : التقيت بالذي أبوه فاضل .
ــــــــــــ
1 ـ 274 . 2 ـ 38 المائدة .
3 ـ 38 البقرة .
نماذج من الإعراب
17 ـ قال تعالى : ( الله مولاكم ) .
الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .
مولاكم : خبر مرفوع بالضمة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر
مضاف إليه .
18 ـ قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 .
الم : كلمة أريد لفظها دون معناها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذه الم . وقال العكبير في موضعها ثلاثة أوجه :
1 ـ الجر على القسم ، وحرف القسم محذوف ، وبقي عمله .
2 ـ النصب ، وفيه وجهان : أ ـ وذلك على تقدير حذف القسم نحو قولك : الله لأفعلن ، والتقدير : التزمت الله .
ب ـ مفعول به لفعل محذوف تقديره : أتل الم .
3 ـ الرفع على أنها مبتدأ وما بعدها خبر (1) .
ذلك " ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد والكاف حرف حطاب مبني على الفتح .
الكتاب : خبر لاسم الإشارة ، وهو أولى من جعله بدلا منها ، لأنه قصد به الإخبار بأنه الكتاب المقدس المستحق الاسم تدعيما للتحدي ن والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، على أنه يجوز جعل الكتاب بدلا من اسم الإشارة ، فتكون جملة لا ريب فيه خبرا لاسم الإشارة .
ــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 10 ، وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي .
لا ريب فيه : لا نافية للجنس ، وريب اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وفيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .
وجملة لا ريب فيه في محل رفع خبر ذلك على الوجه الثاني ، أو في محل نصب حال من الكتاب على الوجه الأول .
19 ـ قال تعالى : ( وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد ) .
وهو : الواو حرف عطف ن وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
الغفور : خبر مرفوع بالضمة ، وما بعدها أخبار أيضا .
5 ـ ومنه قول لبيد :
وهُمُ ربيع للمجاور فيهُمُ والمرملات إذا تطاول عامها
وهم : الواو حرف عطف ، وهم ضمير منفصل مبني على السكون ، في محل رفع مبتدأ ، وحرك بالضم لضرورة الشعر .
ربيع : خبر مرفوع بالضمة . والجملة الاسمية عطف على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها من الإعراب مثلها .
للمجاور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لربيع .
فيهم : جار ومجرور متعلقان بمجاور ، والميم علامة الجمع وحركت بالضم لضرورة الشعر .
والمرملات : الواو حرف عطف ، والمرملات عطف على المجاور مجرور مثله .
إذا : ظرف متعلق بالمرملات مبني على السكون في محل نصب .
تطاول : فعل ماض مبني على الفتح .
عامها : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها .
6 ـ ومنه قول طرفة :
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
الرجل : الرجل خير مرفوع بالضمة .
الضرب ك صفة للرجل مرفوعة بالضمة .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية .
تعرفونه : تعرفون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير الغائب المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة تعرفونه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
خشاش : مبتدأ ثان للضمير أنا . كرأس : جار ومجرور متعلقان بخشاش ، لنه بمعنى سريع ، أو متعلقان بمحذوف صفة لخشاش ، ورأس مضاف ، الحية : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
المتوقد : صفة مجرورة لرأس .
7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
قومي : مبدأ أول مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ن وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
ذرا المجد : ذرا مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وذرا
مضاف ، والمجد مضاف إليه مجرور بالكسرة .
بانوها : بانو خبر المبتدأ الثاني ، وبانو مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
وقد : الواو واو الحال ، وقد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
علمت : علم فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث .
بكنه : جار ومجرور متعلقان بعلمت ، وكنه مضاف ،
ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون ، في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف للخطاب .
عدنان : فاعل علمت مرفوع بالضمة . وقحطان معطوف عليه .
20 ـ قال تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم ) .
أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .
مأواهم : مبتدأ ثان ن ومأوى مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
جهنم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير .
8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص :
عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب
عيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
دمعهما : دمع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
سرب : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة .
وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
وجملة عيناك وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
كأن : حرف ناسخ من أخوات إن يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
شأنيهما : اسم كأن منصوب بالياء لنه مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشأني مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والميم والألف دلالة على التثنية .
شعيب : خبر كأن مرفوع بالضمة .
وجملة كأن واسمها وخبرها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ الأول .
21 ـ قال تعالى : ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ) .
أولئك : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .
ينالهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة ينالهم في محل رفع خبر .
نصيبهم : فاعل مرفوع بالضمة ، ونصيب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
من العذاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خال من نصيب .
9 ـ ومنه قول لبيد :
إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
إن يفزعوا : إن حرف شرط جازم ، يفزعوا فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل .
والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وقيل لأنها جملة شرط غير ظرفي .
تلق : بالبناء للمجهول أو للمعلوم فعل مضارع جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
المغافر : نائب فاعل مرفوع بالضمة على اعتبار الفعل مبني للمجهول كما هي رواية البيت عندنا ، أو مفعول به على رواية البناء للمعلوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
عندهم : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تلق ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه .
وجملة تلق وما في حيزها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لفم يقترن بالفاء ، ولا بإذا الفجائية .
والسن : الواو حرف عطف ، السن معطوف على المغافر ، فيجوز في الرفع والنصب مثله .
يلمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة .
كالكواكب : جار ومجرور متعلقان بيلمع .
لامها : فاعل يلمع مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة يلمع ، وما في حيزها في محل نصب حال من واو الجماعة في يفزعوا والرابط الضمير العائد بدوره على الواو ، والتقدير لام جماعتها .
ويجوز أن تكون الجملة حالا من السن ، والعائد هو الضمير أيضا ، ويكون عائدا عليها للملابسة .
10 ـ ومنه قول عنترة :
والخيل تقتحم الخَبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
والخيل : الواو للاستئناف ، الخيل مبتدأ مرفوع بالضمة .
تقتحم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ن والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي يعود على الخيل .
الغبار : مفعول به منصوب بالفتحة .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ز
وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب استئنافية .
عوابسا : حال منصوب بالفتحة ونون لضرورة الشعر لأنه في الأصل ممنوع من الصرف .
من بين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من فاعل تقتحم المستتر ، ومن هنا تفسيرية وتوضيحية له ، وبين مضاف ،
شيظمة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو صفة لموصوف مجرور .
وأجرد : معطوف على شيظمة مجرور ، وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل ن وهو وصف لموصوف محذوف أيضا .
شيظم : صفة ثانية لموصوف محذوف .
22 ـ قال تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .
وأما : الواو حرف عطف ، والجملة معطوفة على ما قبلها ، أما حرف تفصيل وجوابها مقترن بالفاء وجوبا .
اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
خاف : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو . مقام : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وربه مضاف إليه ،
ورب ، مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة أمّا معطوفة على ما قبلها .
ونهى النفس عن الهوى : عطف على ما قبلها .
فإن : الفاء واقعة في جواب أمّأ ، وإن حرف توكيد ونصب .
الجنة : اسم إن منصوب بالفتحة .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
المأوى : خبر المبتدأ هي ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر إن ، والرابط الضمير المستتر ، والتقدير : هي المأوى . وقيل : هي مأواه ، والألف واللام عوض عن المحذوف (1)
23ـ قال تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) .
فأصحاب : الفاء عاطفة تفريعية للشروع في تفصيل وشرح أحوال الأزواج
الثلاثة ، وأصحاب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان ، والمقصود بالاستفهام التعظيم .
ــــــــــ
1 ـ مشكل إعراب القرآن ج2 ص 799 .
وجملة فأصحاب معطوفة على ما قبلها .
أصحاب الميمنة : أصحاب خبر المبتدأ الثاني ، وهو مضاف ، والميمنة مضاف إليه مجرور .
وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو التكرار الذي أغنى عن الضمير .
24 ـ قال تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ) .
فإذا : الفاء رابطة ، وإذا فجائية ، ودخلت الفاء عليها لتقويتها على وصل الجواب بالشرط بغرض التوكيد .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
شاخصة أبصار : شاخصة خبر هي ، وأبصار فاعل لاسم الفاعل شاخصة ، وأبصار مضاف ، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
كفروا : فعل وفاعل ن والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
25 ـ قال تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ) .
الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة .
لله : جار ومجرور بحرف جر زائد وهو اللام ، لأن الأصل " الله " بلامين ، ثم دخلت لام الملك ، وتسمى أيضا لام التحقيق ، بمعنى استق الله الحمد ، والثانية دخلت مع الألف واللام للتعريف ، والثالثة لام سنخية كما يذكر ابن خالويه ، لأن الأصل " لاه " (1) ،وكون اللام حرف جر زائد فالله مجرور لفظا مرفوع محلا على الخبرية .
رب : صفة لله ، أو بدل منه ، ورب مضاف ،
العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
وذكر مكي القيسي أنه يجوز في " رب العالمين " النصب على النداء ، والتقدير : يا رب العالمين ، ويجوز رفعه على الخبرية ، والتقدير : هو رب العالمين (2) .
وأجاز العكبري في " رب " النصب على المفعولية بفعل محذوف تقديره : أعني ،
وعندي الجر على البدلية أو الوصفية هو خير الوجوه المذكورة وأقواها ، وأقربها إلى المعنى والمنطق وقد أكد هذا الإعراب ابن خالويه وغيره من المعربين (3) .
11 ـ ومنه قول عنترة :
عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم
عهدي : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، من إضافة المصدر لفاعله .
به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .
وجوز بعض المعربين أن شبه الجملة متعلق بالمصدر عهدي على أنهما في موضع
ــــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة ص 21 .
2 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 68 .
3 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 21 .
المفعول به ، وخبر المبتدأ محذوف لسد الجملة الآتية الواقعة حالا مسده (1) .
مد النهار : مد ظرف زمان بدل من شبه الجملة " به " كما حكى التبريزي ، ولم يعلقه بالمصدر لئلا يفصل بينه وبين متعلقه بأجنبي وهو الخبر ، على نحو قوله تعالى : ( إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ) حيث لم يعلق الظرف بالمصدر السابق . ويرى بعض المعربين المعاصرين أن " مد " متعلق بالمصدر . ومد مضاف ، والنهار مضاف إليه .
كأنما : كافة ومكفوفة .
خضب : فعل ماض مبني للمجهول . البنان : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
ورأسه : الواو عاطفة ، ورأس عطف على البنان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بالعظلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل خضب .
وجملة كأنما خصب في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا بالباء ، والعامل فيه المصدر ، والرابط الضمير فقط ، وهذه الحال سادة مسد الخبر كما ذكرنا سابقا .
والجملة الاسمية : عهدي وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، وذلك بالإعراض عما قبل البيت .
26 ـ قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) .
وعنده : الواو حرف استئناف ، وعنده ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم / وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف غليه . مفاتح الغيب : مفاتح مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والغيب مضاف إليه مجرور . والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ــــــــــــ
1 ـ انظر فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال معلقة عنترة ص 98 .
12 ـ وقول الحارث بن حلزة :
ومع الجَوْن جَوْنِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء
ومع الجون : الواو حرف استئناف ، ومع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، ومع مضاف ، والجون مضاف إليه مجرور بالكسرة .
جون آل : جون بدل من الجون الأولى مجرورة وعلامة جرها الكسرة ، وهو بدل كل من كل ، وجون مضاف ، وآل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وآل مضاف ،
بني الأوس : بني مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف ، والأوس مضاف إليه مجرور بالكسرة .
عنود : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
كأنها : كأم حرف مشبه بالفعل من أخوات كان يفيد التشبه ن والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
دفواء : خبر :كأن مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية في محل رفع صفة لعنود .
27 ـ ومنه قوله تعالى : ( والركب أسفل منكم ) .
والركب : الواو واو الحال ، والركب مبتدأ مرفوع بالضمة .
أسفلَ : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر تقديره : استقر ، أو
مستقر ، وقال ابن هشام في المغني لا يترجح تقدير اسما ولا فعلا ، ولكن بحسب المعنى ، وقال ابن مالك متعلق بكائن ، أو استقر . .
منكم : جار ومجرور متعلقان بأسفل لأنه في الأصل أسم تفضيل استعمل صفة لمكان محذوف أقيم مقامه . والجملة الاسمية في محل نصب خال .
28 ـ قال تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) .
وعلى أبصارهم : الواو حرف استئناف ، على أبصارهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وأبصار مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ,
غشاوة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
13 ـ ومنه قول الشاعر :
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
وفي الناس : الواو حسب ما قبلها ، في الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
إن رثت : حرف شرط جازم لفعلين ، رثت فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، وهو في محل جزم فعل الشرط .
حبالك : حبال فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
واصل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله : في الناس واصل إن رثت حبالك .
وفي الأرض : الواو حرف عطف ، في الأرض جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
عن دار القلى : جار ومجرور متعلقان بمتحول الآتي ، ودار مضاف ، والقلى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
متحول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية عطف على ما قبلها .
29 ـ قال تعالى : ( ولدينا مزيد ) .
ولدينا : الواو حرف عطف ، لدينا ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
مزيد مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . والجملة عطف على ما قبلها .
30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) .
أين : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
شركائي : مبتدأ مؤخر ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف
إليه .
31 ـ قال تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) .
أم : منقطعة بمعنى بل ، والهمزة للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مغلقة .
على قلوب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
أقفالها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وأقفال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف
إليه .
14 ـ وقول الشاعر :
أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عينٍ حبيبها
أهابك : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره :
أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
إجلالا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة .
وما بك : الواو للحال ، وما نافية تميمية لا عمل لها ، وبك جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
قدرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
عليّ : جار ومجرور متعلقان بقدرة ، أو بمحذوف نعت لها .
ولكن : الواو للاستئناف ، ولكن حرف استدراك مبني على السكون لا عمل له .
ملء عينٍ : ملء خبر مقدم مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وعين مضاف إليه .
حبيبها : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة لكن وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .
32 ـ قال تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ ) .
ما : نافية لا عمل لها .
على الرسول : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
إلا : أداة حصر ل لا عمل لها .
البلاغ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
33 ـ قال تعالى : ( قل هو الله أحد ) .
قل : فعل أمر وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت ، يعود على محمد .
وفي إعراب : " هو الله أحد " وجوه نذكرها :
1 ـ هو : ضمير الشأن مبتدأ ، لأنه موضع تعظيم ، كأنه قيل الشأن هو وهو أن الله واحد لا ثاني له ، والله مبتدأ ثان ، وأحد خبره ، والجملة في محل رفع خبر هو مفسرة له ولا رابط فيها لأن حكمها حكم المفرد (1) .
2 ـ هو : ضمير عائد على ما يفهم من السياق ، والله مبتدأ ، وأحد خبره .
3 ـ وهو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره .
أحد : بدل من لفظ الجلالة . ويجوز أن يكون بدلا من قوله : هو الله ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا للضمير هو .
وقال أبن خالويه : هو في محل رفع مبتدأ ، والله خبره ، وأحد بدل من الله (2)
وقال صاحب مشكل إعراب القرآن :
هو : ابتداء ، وهو إضمار الحديث أو الخبر أو الأمر .
الله : مبتدأ ثان . أحد : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة خبر عن المبتدأ هو ،
والتقدير : قل يا محمد : الحديث الحق الله أحد (3) .
15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :
عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني
عندي : ظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
اصطبار : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
وأمّا : الواو للاستئناف ، وأمّا حرف شرط وتفصيل وتوكيد .
أنني : أنني أن حرف توكيد ونص ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محل نصب اسمها .
جزع : خبر أن مرفوع بالضمة .
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع مبتدأ .
وجملة أمّا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .
يوم النوى : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بجزع ، وهو مضاف ، والنوى مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج2 ص 297 .
2 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ص 228 .
3 ـ مشكل أعراب القرآن ج2 ص 852 .
فلوجد : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولوجد جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ المؤول من أن ومعموليها .
كاد : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو .
يبريني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والنون حرف وقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد .
وجملة كاد في محل جر صفة لوجد .
16 ـ نحو قول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ن وخبره محذوف دل عليه ما بعده ، والتقدير : نحن راضون .
بما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .
عندنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة المجرورة محلا بالباء ، وعند مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وأنت : الواو حرف عطف ن وأنت ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
بما : جار ومجرور متعلقان براض الآتي .
عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صلة ما الموصولة ، وعند مضاف والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
راض : خبر أنت مرفوع بالضمة المقدرة على آخرة منع من ظهورها تنوين العوض ، والجملة عطف على ما قبلها .
والرأي مختلف : الواو للاستئناف ، والرأي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ومختلف خبره مرفوع بالضمة ، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .
34 ـ قال تعالى : ( أكلها دائم وظلها ) .
أكلها : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
دائم : خبر مرفوع بالضمة .
وظلها : الو حرف عطف ، وظل مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والخبر محذوف دل عليه ما قبله أي : دائم .
35 ـ قال تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .
لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة حذف خبرة وجوبا ، تقديره قسمي ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
إنهم : إن واسمها في محل نصب .
لفي سكرتهم : اللام المزحلقة ، في حرف جر ، وسكرتهم اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بيعمهون ، وسكرة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
يعمهون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
وجملة إنهم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب جواب القسم .
وجملة لعمرك وما في حيزها لا محل لها من الإعراب اعتراضية .
17 ـ ومنه قول معن بن أوس :
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ
لعمرك : اللام لام الابتداء ، وعمر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : قسمي ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ما أدري : ما نافية لا عمل لها ، وأدري فعل وضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .
وإني : الواو واو الحال ، وإن واسمها في محل نصب .
لأوجل : اللام هي المزحلقة ، وأوجل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .
على أيّنا : على حرف جر ، وأي اسم مجرور بعلى والجار والمجرور متعلقان بتعدو الآتي ، وأي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
تعدو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .
المنية : فاعل تعدو مرفوع بالضمة ، والجملة في محل نصب مفعول به لأدري .
أولُ : ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب ، وعامله تعدو .
36 ـ قال تعالى : ( ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) .
ولولا : الواو حرف عطف ، ولولا حرف امتناع لوجود .
نعمة ربي : نعمة مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، وربي مضاف إليه مجرور .
والخبر محذوف وجوبا بعد لولا ، والتقدير : موجودة .
لكنت : اللام واقعة في جواب لولا ، وكنت : كان الناسخة ، واسمها ضمير متصل في محل رفع .
من المحضرين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان .
18 ـ ومنه قول جرير :
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
لولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .
الحياء : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوبا تقديره : موجود .
والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
لهاجني : اللام واقعة في جواب الشرط ، هاج فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية : والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
استعبار : فاعل مرفوع بالضمة .
وجملة هاجني استعبار لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
ولزرت : الواو حرف عطف ، ولزرت اللام مؤكدة لللام الواقعة في جواب الشرط وزرت فعل وفاعل ، والجملة عطف على ما قبلها .
قبرك : مفعول به منصوب بالفتحة ، وقبر مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف
إليه .
والحبيب يزار : الواو للاستئناف ، والحبيب مبتدأ مرفوع بالضمة .
يزار : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والجملة الفعلي’ في محل رفع خبر المبتدأ .
وجملة الحبيب يزار لا محل لها من الإعراب استئنافية .
37 ـ قال تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) .
فإنكم : الفاء تعليلية ، وإن واسمها ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وما تعبدون : الواو واو المعية ، وما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول معه ن وقد سدت مسد خبر إن : والمعنى : إنكم وآلهتكم قرناء لا تزالون تعبدونها .
تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل .
ما أنتم : ما نافية حجازية تعمل عمل ليس ، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع اسمها .
عليه : جار ومجرور متعلقان بقانتين .
بقانتين : الباء حرف جر زائد ن وقانتين خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا .
ورجح الزمخشري والبيضاوي أن تكون ما معطوفة على اسم إن ، وجملة ما أنتم في محل رفع خبر إن .
19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي :
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم .
ينام : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو . بإحدى : جار ومجرور متعلقان بينام ، وإحدى مضاف ،
مقلتيه : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ومقلتي مضاف ، والضمير المتصل في محل جرمضاف إليه ، وحذفت النون للإضافة .
ويتقي : الواو حرف عطف ، يتقي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .
والجملة معطوفة على جملة ينام .
بأخرى : جار ومجرور متعلقان بيتقي وعلامة حرها كسرة مقدرة على الألف .
المنايا : مفعول به ليتقي منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
فهو : الفاء إما زائدة ، أو للاستئناف ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
يقظان : خبر مرفوع بالضمة ، ونائم ، أو هاجع ـ كما هو في بعض الروايات ، لأن القصيدة التي منها البيت عينية ـ خبر ثان .
38 ـ قال تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) .
فاستفتهم : يجوز أن تكون الفاء هي الفصيحة ن ويجوز أن تكون عاطفة المعقبة ،
واستفتهم فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
أهم : الهمزة للاستفهام ، وهم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
أشد : خبر مرفوع بالضمة .
خلقا : تمييز منصوب بالفتحة .
أم من : أم حرف عطف مبني على السكون ، ومن اسم موصول مبني على السكون في محل رفع عطفا على هم .
خلقنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
39 ـ قال تعالى : ( هل من خالق غير الله ) .
هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
من خالق : من حرف جر زائد ، وخالق مبتدأ ، مجرور لفظا مرفوع محلا .
غير الله : غير صفة لخالق على اللفظ أو على المحل ، أو منصوب على الاستثناء ، وخبر خالق محذوف : والتقدير : لكم ، ويجوز أن تكون جملة يرزقكم في محل رفع خبر لخالق ، كما يجوز أن تكون منصوبة على الحال ، أو صفة لخالق على اللفظ أو المحل .
20 ـ فمثال النفي قول النابغة الذبياني :
وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيّت جوابا وما بالربع من أحد
وقفت : فعل وفاعل . فيها : جار ومجرور متعلقان بوقفت .
أصيلا : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، والعامل فيه وقفت .
كي أسائلها : كي : حرف مصدري ونصب ، وأسائلها فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
عيّت : عيّ فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي .
جوابا : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير ن عيت عن أن تجيب جوابا .
وما : الواو للحال ، وما نافية لا عمل لها .
بالربع : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
من أحد : من حرف جر زائد ، وأحد مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا .
وجملة المبتدأ المؤخر ، وخبره المقدم في محل نصب حال .